-
/ عربي / USD
إن سيطرة الاستبداد السياسي على الأمة سمح بتقديم الإسلام كغطاء لأبشع ممارسات القمع ومصادرة الحريات وانتهاك الحقوق في حقب طويلة من تاريخ الأمة.
والأسوأ من ذلك ما فرخه ذلك الاستبداد من ثقافة تبريرية، إذ سادت تلك الثقافة التبريرية بلونيها الديني والأدبي مدعومة بقوة الخلافة وإمكانات السلطة، مع القمع الصارم للرأي الآخر والفكر التنويري.
وبذلك تعطلت مفاعيل النصوص الدينية الواضحة الداعية إلى العدل والإحسان، واحترام إرادة الشعور، ورعاية حقوق الإنسان، حيث تم تجاهلها أو تأويلها بما لا يتنافى مع واقع الاستبداد وممارسات الظلم. كما اختلقت في مقابلها نصوص تدعو إلى الخضوع والخنوع والتكيف مع القهر والذل.
لكن، رغم ذلك، كان هناك ومضات نور في تاريخ الأمة، وكان هناك فقهاء أحرار، ومفكرون شرفاء، وأدباء ثوار، وتيارات رفض ومعارضة.
إن غالبية دعاة الإسلام يتخذون موقف الشك والحذر من حركة حقوق الإنسان التي تسود العالم لانطلاق هذه الحركة من مجتمعات أخرى، ولوجود اختلاف في بعض التفاصيل، وتم إقناع هؤلاء الدعاة بأن حركة الدفاع عن حقوق الإنسان تشكل خطراً على الإسلام والمسلمين!!
تثير السطور والصفحات المتواضعة التي بيدي يدي القارئ الكريم بعض التأملات في النقد الذاتي لموقف خطابنا الإسلامي المعاصر من قضايا حقوق الإنسان، وتعرض بعض الأفكار الأولية لتحفيز الاهتمام بهذه القضية في الوسط الديني وعلى مستوى جمهور الأمة، أرجو أن يتحقق بنشرها شيء من ذلك، وأن تسهم في بلورة ثقافة حقوق الإنسان في مجتمعاتنا الإسلامية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد