-
/ عربي / USD
"لقد توصلت إلى قناعة مفادها أنه لا يوجد مؤسسات، مهما بلغت حكمتها، ومقدار الفكر المطلوب لتنظيم وإعداد هذه التجارب، قادرة على ربط طبقة بأخرى كما يجب، ما لم يُقرِّب العمل خارج مثل هذه المؤسسات الأفراد من طبقات مختلفة إلى تواصل شخصي حقيقي. مثل هذا التواصل والحوار هو نَفَس الحياة. من الصعب جداً أن تجعل عاملاً يشعر ويعلم كم يتعب صاحب العمل في التخطيط من أجل مصلحة العمل. فالخطة الكاملة تظهر مثل قطعة في آلة، معدة لتتناسب مع كل طارئ مستجد. إلا أن العمال يقبلونها كما يقبلون الآلة من دون أن يفهموا العمل الذهني، والتفكير المسبق اللازم لإخراجها على هذا القدر من الكمال. لكني سآخذ فكرة يستدعي تطبيقها التواصل الشخصي؛ قد لا تسير سيراً حسناً في البداية، لكن مع كل خطوة سيزداد عدد العمال الذين يشعرون بالاهتمام، حتى يصبح نجاحها أمراً مرغوباً لدى الجميع بما أنهم قد لعبوا دوراً في إعداد الخطة، وحتى عندئذ أنا واثق أنها ستفقد جدواها، وتتوقف عن الحياة، إن لم تعد تُنفذ بذلك النوع من الاهتمام المشترك الذي يجعل الناس لا يجدون عادة السبل والوسائل لرؤية أحدهم الآخر، والتعرف على شخصيات بعضهم البعض، بل وحتى سلوك وتبدلات الكلام وأشكاله. يجب علينا أن نفهم بعضنا بعضاً بشكل أفضل، بل سأجازف بالقول إنه يجب علينا أن نحبَّ بعضنا بعضاً أكثر".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد