"الشيء الوحيد الذي يمكن أن تكون مذنباً في شأنه، أقلّه من منظور التحليل النفسي، هو أن تتخلى عن رغبتك". - جاك لاكان
ينطوي هذا الشعار الذي وضعه لاكان عنواناً لإيتيقا التحليل النفسي على مقارقة عميقة، من ناحية، عُرِف عن التحليل النفسي أنه يُتيح للمريض تجاوز صعابه التي تحول دون بلوغ متعة جنسية "سوية".
من ناحية أخرى، فإن الخطاب التحليلنفسي أصبح - مع لاكان - الخطاب الوحيد الذي يُتيح للفرد الإعراض عن الصيغ المتعددة الآمرة بالإستمتاع "استمتع!" التي تنهال على الإنسان اليوم من كل حدب وصوب.
في دفاع حماسي وشغوف، يُعيد سلافوي جيجك بين دفتي هذا الكتاب الأمور إلى نصابها ويؤكّد على ما كان يُمثّل الضرورة الإيتيقية الملحّة من منظور لاكان.
فالتحليل النفسي وفق هذا المنظور نهج قراءة، فنرى كل فصل ينطلق من قراءة لمقطع من نصوص لاكان كأداة لتفسير نص آخر مأخوذ من الفلسفة أو الفن أو الأيديولوجيا الشعبية.