-
/ عربي / USD
يقولون: "انتهت أزمنة الخوارق، لم يعد هناك معتقدات غريبة، وكل ما لم يكن يُفهم قد أصبح قابلاً للتفسير. إن الخارق قد تدنى شأنه شأن بحيرة يستنفدها قنال؛ فالعلم، يوماً بعد يوم، يُبعد حدود العجيب".
لكنني، يا سيدي، أنتمي إلى الجنس القديم، هذا الجنس الذي يحب أن يؤمن بكل شيء. إنني أنتمي إلى الجنس القديم الساذج الذي اعتاد ألاَّ يفهم، ألاَّ يبحث، ألاَّ يعرف، وقد ألف الغرائب التي تحيط به، ويرفض الحقيقة البسيطة والواضحة.
أجل، يا سيدي، لقد أفقروا الخيال حين حذفوا ما هو خفي. تبدو لي أرضنا اليوم كعالم مهجور، خالٍ وعارٍ. لقد رحلت المعتقدات التي كانت تجعلها جميلة.
إذا كانت القصة القصيرة هي موباسان، وموباسان هو القصة القصيرة، فإن هذه المجموعة القصصية للكاتب الفرنسي الشهير تتميز بمتخيلها السردي العجائبي، الذي يثير خيال القارئ، ويشده نحو عوالم مثيرة وشائقة، تقارب الحياة بتعدد حقائقها وتبدلاتها، وما توحي به من تأويلات أو إحالات إلى ما فوق الطبيعي، أو الخارق، فتكسر المألوف على أنقاض الواقع الرتيب، عبر شخصياتها العجائبية الخارقة وتحولاتها الصادمة التي تطرح الأسئلة أكثر مما تجيب عنها.
وقد لخّص فان غوخ رأيه في موباسان قائلاً: "لن يسعدني كل السعادة إلا أن يولد بين الرسامين من يضارع غي دي موباسان بين الكتّاب".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد