-
/ عربي / USD
"على الرغم من المعونات المالية، كان آل ماركس يعيشون في القذارة وأقرب إلى اليأس. فالأثاث في شقتهم المؤلّفة من غرفتين كان محطّماً، أو بالياً، أو ممزّقاً كلّه، مع طبقة من الغبار تعلو كلّ شيء. وكان البيت كله –الأب والأم، والأطفال، والمدبّرة- ينام في غرفة خلفية صغيرة، في حين تُرِكَت الغرفة الأخرى كمكتب، وغرفة للّعب، ومطبخ. وقدكتب أحد جواسيس الشرطة البروسية إلى أسياده في برلين بعد أن نجح في دخول الشقّة أنّ ماركس "يعيش حياة مثقّف بوهيميّ حقيقي... مع أنّه غالباً ما يتكاسل لأيام، فإنّه يعمل مواصلاً الليل بالنهار من دون كلل أو ملل عندما يكون لديه قدر كبير من العمل الذي ينبغي إنجازه. ليست لديه مواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ. وغالباً ما يسهر الليل كلّه، ثمّ يرقد بكامل ثيابه على أريكة عند منتصف النهار وينام حتى العشاء، من دون أن تزعجه جلبة الدنيا بأكملها". وكانت المآسي المنزلية المنتظمة تقطع هذا الوجود الفوضوي كلّ فترة. فالابن الأصغر لآل ماركس، غيدو، مات فجأةً من نوبةِ تشنّجات في تشرين الثاني 1850؛ وماتت ابنتهما البالغة من العمر عاماً واحداً، فرانسيسكا، في عيد الفصح عام 1852 بعد هجمة شديدة من التهاب القصبات. أمّا ابن ماركس الآخر، إدغار الحبيب، فمات بالسلِّ في آذار 1855. ولأنّ الحزن أفقد ماركس صوابه, فقد اندفع إلى الأمام والتابوت يُنْزَل في الأرض يريد أن يلقي بنفسه خلفه. لكن أحدهم أمسك بيده، في الوقت المناسب."
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد