يشكل الخط الحديدي الحجازي علامة فارقة في تاريخ المشرق العربي ككل، فهو ذلك المشروع الهندسي الرائد الذي ربط أطراف المنطقة ببعضها، حاملاً معه المنفعة الاقتصادية الغزيرة من خلال ربط مراكز الإنتاج في الداخل السوري بموانئ التصدير في بيروت وحيفا، كما وحمل الفرص التنموية الهائلة...
يشكل الخط الحديدي الحجازي علامة فارقة في تاريخ المشرق العربي ككل، فهو ذلك المشروع الهندسي الرائد الذي ربط أطراف المنطقة ببعضها، حاملاً معه المنفعة الاقتصادية الغزيرة من خلال ربط مراكز الإنتاج في الداخل السوري بموانئ التصدير في بيروت وحيفا، كما وحمل الفرص التنموية الهائلة للمناطق الواقعة على جانبي الخط والممتد في مناطق نائية مقفرة في بادية الشام والحجاز، ناهيك عن الجانب الروحي المتمثل في تأمين طريق آمن وسريع لحجاج بيت الله الحرام.
بني المشروع بشكل أساسي بأيدي أبناء المنطقة، ومول بسخاء من خلال تبرعات جاءت من مختلف الدول العربية والإسلامية، وكان يستخدم أرقى وأحدث أنواع التكنولوجيا الموجودة في زمن بناء الخط، وقد شككت الدول الإستعمارية وبخاصة بريطانيا بإمكانية إنشائه واعتبرت أن هذا المشروع سيواجه الفشل، وكم كان غيظها هائلاً عند انطلاق القطارات من دمشق ووصولها المدينة المنورة بسرعة قياسية وبشكل منتظم، فصمم المستعمرون على ضرب هذا المشروع الرائد.
يقدم هذا الكتاب أهم المعلومات المتعلقة بتاريخ وتفاصيل إنشاء الخط الحديدي الحجازي، مدعّماً بالوثائق والصور الغزيرة والأرقام الإحصائية الدقيقة، كما يظهر أهم الجهود والشخصيات التي ساهمت في بنائه والحفاظ على وجوده، والمشاريع المقترحة لتطويره للإستفادة من البنية التحتية المتميزة التي يضمها الخط الحديدي الحجازي.