يعد كتاب (كليلة و دِمنى) من عيون الأدب العربي في أزهى عصوره، كما و يعد من عيون الأدب العالمي، و بداية فإن هذا الكتاب ليس نتاجًا صرفًا للحضارة العربية أو حتى الإسلامية، بل هو تراث شرقي عريق انتقل عبر عدد من الأمم، حيث أن المصدر الأساسي لهذا الكتاب هو الهند، و قد انتقل إلى...
يعد كتاب (كليلة و دِمنى) من عيون الأدب العربي في أزهى عصوره، كما و يعد من عيون الأدب العالمي، و بداية فإن هذا الكتاب ليس نتاجًا صرفًا للحضارة العربية أو حتى الإسلامية، بل هو تراث شرقي عريق انتقل عبر عدد من الأمم، حيث أن المصدر الأساسي لهذا الكتاب هو الهند، و قد انتقل إلى الثقافة الفارسية و منها إلى العربية.
و يندرج الكتاب في تلك الفئة النادرة من الكتب و التي يجد فيها كل قارئ ما يناسبه، فالقارئ الباحث عن المتعة يجد العديد من القصص و المرويات التي تجري تارة على لسان أبطال نشوء عمل (كليلة و دِمنة) و تارة على لسان الحيوانات، كما و يجد القارئ المتعمق و الباحث خلف السطور، وفرة من الحكم و المضامين المخفية و التي تنظم الجانب الأخلاقي لحياة الأفراد و الأمم، و لا يمكن فهم الكتاب فهمًا متعمقًا ما لم نلقي الضوء على الكاتب الذي نقل روح العمل إلى العربية ألا و هو (ابن المقفع) و الزمن الذي عاش فيه.