يُعدُّ المُصطلحُ اللِّسانيّ على مُستوى العالَم العربيّ مِن القضايا العالِقة في أذهان اللِّسانيّين المُترجِمِين الّذين ـ مع ذلِك ـ قليلاً ما جاؤوا إليه مِن باب الدِّراسة وبهاجس النّقد البنّاء، إذ احتكُّوا بِه بيْنما كانوا يؤدُّون مهامَ نقل مِن اللُّغات الأجنبيّة إلى...
يُعدُّ المُصطلحُ اللِّسانيّ على مُستوى العالَم العربيّ مِن القضايا العالِقة في أذهان اللِّسانيّين المُترجِمِين الّذين ـ مع ذلِك ـ قليلاً ما جاؤوا إليه مِن باب الدِّراسة وبهاجس النّقد البنّاء، إذ احتكُّوا بِه بيْنما كانوا يؤدُّون مهامَ نقل مِن اللُّغات الأجنبيّة إلى العربيّة ما استجدّ في مجال اللِّسانيّات الحديثة مِن المَفاهيم فحسْب، وهذا على الرّغم مِن كونِه (المُصطلحُ اللِّسانيّ) إحدى المُشكلات الّتي تعترِض أعمالَهم. بيدَ أنّ هذا الصّنيع في حدِّ ذاته أوجَد مُشكِلاتٍ جديدةً لم يعهدها الدّرسُ النّحويُّ الّذي مارسه القُدماء: فآنَ الأوانُ لِلقضيّة نفسِها أن تُعتبَر الموضوعَ الّذي لا بُدّ أن يُعنى بِه تنظيراً وتطبيقاً مَن يحتكّ بِشكاوي القُرّاء ممّا يكتنِف تِلك التّرجمات اللِّسانيّة مِن غُموض المَفهوم وسوء تناوُل التّسمية. وذلِك في إطار درسٍ مُصطلحيٍّ جادٍّ بدلَ أن يُنعى على العربيّة عجزٌ أصدقُ ما فيه أنّه مِن نسج الوهم.