إن رواية (الرجل الأول) هي الرواية الأخيرة للكاتب الفرنسي المبدع البير كامو، تدور أحداث الرواية ما بين فرنسا والجزائر، في هذه الرواية الفلسفية المتميزة عاد كامو ولآخر مرة ليعالج جدلية من أين قدمنا؟ ولأين نسير؟ يسرُّ لنا كامو أن الحياة ستأخذنا في إندفاع الشباب وراء أحلامنا...
إن رواية (الرجل الأول) هي الرواية الأخيرة للكاتب الفرنسي المبدع البير كامو، تدور أحداث الرواية ما بين فرنسا والجزائر، في هذه الرواية الفلسفية المتميزة عاد كامو ولآخر مرة ليعالج جدلية من أين قدمنا؟ ولأين نسير؟ يسرُّ لنا كامو أن الحياة ستأخذنا في إندفاع الشباب وراء أحلامنا وأهدافنا وفقط متأخرين، ما قبل الغروب بقليل، سنقف نستذكر من كان سبب قدومنا إلى هذا العالم، فيدفعنا شعور غريب للبحث عن تاريخهم، أماكنهم، ذكرياتهم، كما لو أننا نبحث عن أنفسنا فيهم.
إن هاجس العودة إلى الجذور والذي كان ينتاب كامو كما يبدو عند كتابته لهذه الرواية حمل أسئلة فلسفية عديدة، ليس أقلها ما هي غاية الإنسان في حياته؟...
إلى ذلك، قدم كامو نظرة نقدية لواقع المجتمع الأوروبي الرأسمالي، والذي كان يطرد بإستمرار الطبقات الفقيرة منه، مرسلاً بهم إلى المستعمرات، حيث كان بإنتظارهم عدائية السكان المحليين من جهة وضياعهم الداخلي من جهة أخرى.
قدم كامو هنا نظرته النسبية للأمور، فالثوار الجزائريون كانوا أبطالاً في عيون مواطنيهم ولكنهم كثيراً ما قاموا بأعمال إنتقامية إتجاه المستوطنين وعائلاتهم فأصبحوا وحوشاً في عيونهم، وهنا العبرة الكبرى لأعمال كامو: إن الإنسان يجب أن لا يفقد إنسانيته، لأن الهزيمة الحقيقية هي عندما تصبح الضحية جلاداً فتغلق دائرة العبثية الإنسانية في منحنى لا خروج منه.
نص أدبي شيق وعميق قدمه كاموا في هذه الرواية التي تحقق للقارئ العربي المتعة والفائدة معاً.