كتب المؤرخ العربي القدير أمين سعيد هذا الكتاب في عام 1933، أي بعد ثمانية عشر سنة من إندلاع الثورة العربية الكبرى، كمن السبب الأساسي في تأليف هذا الكتاب أنه لم يكن هناك أي مصدر عربي في حينه يوثق للأحداث الجسام التي بدأت بالتحول في الدولة العثمانية بإتجاه دولة تركية قومية، ومن...
كتب المؤرخ العربي القدير أمين سعيد هذا الكتاب في عام 1933، أي بعد ثمانية عشر سنة من إندلاع الثورة العربية الكبرى، كمن السبب الأساسي في تأليف هذا الكتاب أنه لم يكن هناك أي مصدر عربي في حينه يوثق للأحداث الجسام التي بدأت بالتحول في الدولة العثمانية بإتجاه دولة تركية قومية، ومن بعد سيطرة الإتحاديين على السلطة بعد أفول عهد السلطان عبد الحميد، ومروراً بالحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى، فنشوء الدول العربية في سوريا والعراق وشبه الجزيرة العربية ووقوعها لاحقاً تحت الإنتداب والسيطرة العربية. تكمن أهمية الكتاب في معاصرة المؤلف للأحداث، ونقله لأخبار هذه المرحلة من مصادرها الأصلية ومن شهادات المشاركين في أحداثها، وفي غيرته أن لا يأخذ العرب أخبار أجدادهم من المصادر الغربية والتي لها في الغالب مآربها الخاصة. اليوم وبعد مضي مئة سنة على الحرب العالمية الأولى، يقع العالم العربي مجدداً في خضم الأطماع الإمبريالية للدول الكبرى وللدول المحيطة به، ومجدداً يواجه حرباً بين القيم والمفاهيم، بين تحديد الصديق والعدو، ومجدداً تلعب الرجعية وبالأخص في شقها الديني العالم العربي على الصمود أمام هذه الرياح، وتحقيق النهضة والمنعة المادية والفكرية. يوضح الكتاب الهوان الذي أصاب العرب على أيدي القوميين الأتراك ويظهر التآمر والخداع والذي استخدمته الدول الغربية في بسط سيطرتها على المنطقة، كما يظهر البطولات الفردية الكثيرة التي قام بها المناضلون العرب، والتي ضاع أكثرها على مذرى حكام الدويلات العربية الذين صنعتهم دول الإستعمار الغربي. نهدي هذا الكتاب إلى كافة الباحثين عن الحقيقة في التاريخ العربي والتي أمست مغطاة بطبقة هائلة من النفاق الرسمي، وكذب كتب التاريخ المزيف والمنشورة سواء في الغرب أو في الشرق. نهدي الكتاب إلى أحفاد من رفعوا العلم العربي في الحجاز وعمان وبيروت ودمشق والقدس وبغداد، نهدي الكتاب إلى أحفاد ميسلون وأحفاد الثورة السورية الكبرى.