"إذا ما أردنا أن نصنّف القرّاء ضمن مجموعتين، فإنّنا نميّز هؤلاء الّذين يقرؤون بدافع التّسلية، وأولئك الّذين يقرؤون بقصد إكتشاف الذات. إذا كنت ممَن ينتمون إلى المجموعة الأولى تقرأ لتقفز فوق الواقع، فإنني أقول إذاً إنّ رواية كلاديس مطر (ثورة المخمل) هي حتماً ليست...
"إذا ما أردنا أن نصنّف القرّاء ضمن مجموعتين، فإنّنا نميّز هؤلاء الّذين يقرؤون بدافع التّسلية، وأولئك الّذين يقرؤون بقصد إكتشاف الذات.
إذا كنت ممَن ينتمون إلى المجموعة الأولى تقرأ لتقفز فوق الواقع، فإنني أقول إذاً إنّ رواية كلاديس مطر (ثورة المخمل) هي حتماً ليست لك، أمّا إذا كنت مثلي، واعٍ جدّاً كعربيّ، بأنّنا نعاني من مشكلة حقيقيّة مع الواقع، فإنّ رواية مطر هي حتماً لك.
ولكن لماذ؟... ذلك لأنّ شخوصها جميعاً ملتبسة أمام هذه العلاقة القلقة والمضطربة مع الزّمن، إنّ أبطالها، كغالبيّتنا نحن العرب، تمتدّ جذورهم عميقة وقويّة في الماضي ولكن حالما يخطون بإتجاه الحاضر فإنّهم يشعرون كأنّهم راقصون على الحبال.
أشعر أنّني متورّطة في هذه الرّواية ومنجذبة إليها وأريد أن أقرأ المزيد، فهذا السّيرك مكان مألوف بالنّسبة إلي على الرّغم من أنّ (وادي الرّماد) الّذي تتحدّث عنه الكاتبة ببعد 5000 كيلومتر عنّي، وذلك لأنّ المنطقة لا توجد في (المكان) وإنّما في (الزّمان)".