يُعدُّ إصدار الأعمال الشعرية الكاملة للكاتب الكبير محمّد آدم إضافة معرفيّة غنيّة للأدب العربيّ، وهو الشّاعر العربيّ المُتأبّي على كلّ تصنيف أو معيار والمُتربّع على عرشٍ في طليعة شعراء الحداثة.لقد دمج محمّد آدم في كتاباته ببراعة عبر خياله التّعددّي التّجريبيّ بين قوّة...
يُعدُّ إصدار الأعمال الشعرية الكاملة للكاتب الكبير محمّد آدم إضافة معرفيّة غنيّة للأدب العربيّ، وهو الشّاعر العربيّ المُتأبّي على كلّ تصنيف أو معيار والمُتربّع على عرشٍ في طليعة شعراء الحداثة. لقد دمج محمّد آدم في كتاباته ببراعة عبر خياله التّعددّي التّجريبيّ بين قوّة الموروث الصّوفيّ العربيّ في رؤيته لجسدانيّة الخيال واللّغة وبين قوّة المعرفة المتجسّدة في الفكر الفلسفيّ الغربيّ، بينما ارتقت شعريّته بالوعي التّجسدّي الماديّ للحقيقة إلى الوعي المجازيّ الكونيّ، وتعود نصوصه الخلاّقة تلك إلى تأثره بدراسته للفلسفة وعمق وعيه الفلسفيّ والجماليّ بطبيعة الفن، إذ احتفى بالعدم والفراغ والصّمت والغياب والمجهول والجسد متّخذاً من بنية الجسد مدخلاً لرؤيا العالم والواقع والذّات والثّقافة.