حين لوّحَت (هدى شعراوي) بنقابها عام 1919 للنّساء اللواتي احتشدن لإستقبالها في ميناء الإسكندرية، ورمته في البحر، لم تكن تدعو إلى مجرّد الثّورة على النّص بدافع تغيير الزّيّ فحسب، وإنّما كانت ترمي إلى أبعد من ذلك بكثير؛ لقد أرادت أن تضع عقل المرأة على سكّته الطّبيعيّة، كما...
حين لوّحَت (هدى شعراوي) بنقابها عام 1919 للنّساء اللواتي احتشدن لإستقبالها في ميناء الإسكندرية، ورمته في البحر، لم تكن تدعو إلى مجرّد الثّورة على النّص بدافع تغيير الزّيّ فحسب، وإنّما كانت ترمي إلى أبعد من ذلك بكثير؛ لقد أرادت أن تضع عقل المرأة على سكّته الطّبيعيّة، كما خلقه الله تماماً، وأن تنقّي رؤيتها من شوائب التّابوهات، فتعرف كيف تصوغ قانوناً يتناسب مع روح أنوثتها الحقيقيّة، وليس فوق تطلّعات الخطاب حصراً الّتي كانت تراعي حقبة آفلة. والإشكاليّة اليوم بالنّسبة لعقل المرأة هي في هذا القرار المفصليّ: إلى أين يجب أن تكون العودة، أإلى النّصّ / الخطاب؟ أم إلى القانون الطّبيعيّ؟ أيّهما الأقوى؟ ومن سيكسب السّبق في عقلها؟... في هذه الدّراسة الغنيّة والمشوّقة، تطرح الأدبية والباحثة (كلاديس مطر) أسئلة تمسّ كلّ ركن من أركان كينونة الأنثى وتجيب عليها بدقّة، فاتحة بذلك طريقاً واضحاً نحو التّغيير وإعمال العقل وفق نظريّة التّكامل وليس المساواة.