الله هو جذر الكون؛ وبعض الديانات تتحدث عن الانبعاث، أو عن الخلق؛ والصحيح واحد، وهو أنه لا يوجد شيء إلا الله، أما الأسلوب ذاته، والذي أوجد من خلاله الكون، فيبقى مسألة من الدرجة الثانية، فهو - خالق، باني، مهندس عوالمه، فحياته هي التي تلدها وتحفظها طوال الوقت، المخصص لوجودها، وعندما ينتهي هذا الوقت، فهو يعيدها من حالة التقسيم إلى وحدته، "ومن ثم (تحل) النهاية، كي يكون الله الكل في الكل" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كورنثوس الأولى، 15: 28).
﴿وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾... القرآن الكريم، [سورة القصص، الآية: 88].
تعترف كل الأديان بوجود أرواح خارج قدرة إدراك الإنسان، غير مرئية وسموها بأسماء مختلفة، فالبوذيون والهندوس، يسمونها ديفات، متألقات؛ أما اليهود والمسيحيون والمسلمون فيدعونها (ملائكة وشياطين)، ويطلق عليها أتباع زرادشت اسم الأميشاسبينتات السبعة مع منفذين تابعين لهم، وتقر غالبية الأديان كذلك بوجود أرواح دنيا.
يوجد قانونان: القانون الأول هو قانون الفعل ورد الفعل، المعروف في أيامنا هذه بـ "الكارما"، والكارما هي كلمة سنسكريتية، تعبر عن الفعل، وبالنتيجة عن رد الفعل، وحيث إن الإثنتان لا تنفصلان: "الفعل ورد الفعل متساويان بالقوة ومتعاكستان" هكذا يقول العلم.
والقانون الثاني قانون الأضحية، وهو شامل جداً في مملكة الروح، كما هو قانون الفعل ورد الفعل في مملكة المادة.