من خصائص الإنسان "حبه للإستطلاع" في معظم مجالات أنشطته الحياتية، ولا سيما تجاربه الذاتية، والعمل على فك كل ألغاز دهشته المتعلقة بالتعرف على المجهول، ورؤية ما وراء الحواجز لأيّ تجربة جديدة وعبر سنين حياته كلها، فــ"الدهشة" كانت من أهم العناصر الكفيلة بتحريك آليات تفكيره...
من خصائص الإنسان "حبه للإستطلاع" في معظم مجالات أنشطته الحياتية، ولا سيما تجاربه الذاتية، والعمل على فك كل ألغاز دهشته المتعلقة بالتعرف على المجهول، ورؤية ما وراء الحواجز لأيّ تجربة جديدة وعبر سنين حياته كلها، فــ"الدهشة" كانت من أهم العناصر الكفيلة بتحريك آليات تفكيره وأحاسيسه، إذ تنشط فعاليات التفكير هذه في حشد قوى الحواس، والمراجعات السريعة لما هو مخزون من تجارب وملاحظات سابقة بواسطة الملكات العقلية. قد يُفتّش الإنسان على ما يحيره، ولكنه لا يرغب بإستمرار حيرته، فالحيرة لا جواب لها ولا قرار، وهي نتيجة تنقصها معرفة السبب، هنا يُستَفَزْ العقل، وتبدأ شحناته من خلال الطاقة الكامنة المخزونة التي تعمل فعلها في تفجير قدرة الملاحظة والبديهة والإبداع، وإنتقاء أطياف الأفكار ومستلزمات إيجاد الحلول الناجعة، كل هذا التفاعل، لخلق "الحل الأمثل في الأداء Optmization". يتضمن البحث الذي بين يديك سلسلة من إحدى عشر فصلاً مزوداً بأربعة ملحقات، وبملخص مقتضب لشرح أفكاره، وهو بحد ذاته مدخل تمهيدي لما قد يسمى يوماً ما: "نظرية ما وراء البعد الرابع، إذ تستند هذه النظرية إلى عدد من الافتراضات والاقتراحات غير التقليدية، والتي سيكون قسم منها مقروناً ببعض المفاهيم الأولية في الأبعاد الزمكانية التي جاءت بها نظرية النسبية، آخذين بالحسبان النظريات الحديثة التي تتكلم في تعدد الأبعاد المكانية.