تكمن الفكرة الأساسية لهذا الكتاب في أن اللاتناظرات الوظيفية عند الإنسان تتحقق عن طريقي عوامل مكانية - زمانية، وأن التنظيم المكاني - الزماني تحديداً هو الذي يمثل الخاصية الرئيسة لنشاط الإنسان العصبي - النفسي الكلي، وتحتل العوامل المكانية - الزمانية في هذا التصور الموقع...
تكمن الفكرة الأساسية لهذا الكتاب في أن اللاتناظرات الوظيفية عند الإنسان تتحقق عن طريقي عوامل مكانية - زمانية، وأن التنظيم المكاني - الزماني تحديداً هو الذي يمثل الخاصية الرئيسة لنشاط الإنسان العصبي - النفسي الكلي، وتحتل العوامل المكانية - الزمانية في هذا التصور الموقع المركزي. ويتضح المحتوى المنسوب إلى مفاهيم المكان الفردي والزمان الفردي والتنظيم المكاني - الزماني الفردي في سياق الوصف الموسع والتحليل المقارن للمتلازمات السريرية، التي تظهر في إصابات نصفي الكرة المخيفة الأيمن والأيسر. إن الإستخدام الإضطراري لهذه المفاهيم يحدد طابع الفرضيات المصاغة بالتفصيل، وهو طابع غير مألوف بالنسبة للدراسات السريرية، مع ذلك لا تستند هذه الآراء إلى النتائج الخاصة للدراسات مؤلفتي الكتاب فقط، بل تنتج كذلك عن تحليل مجموع الموارد المنشورة في المراجع، التي تدور حول لاتناظرات الإنسان الوظيفية. لقد أفردت المؤلفتان إهتماماً خاصاً للسؤال حول مشروعية النظر إلى ظاهرة اللاتناظر الوظيفي عند الإنسان في إطار قوانين الطبيعة الأساسية المعروفة حالياً، كما تم إثبات مزايا ذلك المفهوم النظري، الذي يحاول تفسير هذه الظاهرة على أساس تصوراتنا الحالية حول وحدة التناظر واللاتناظر وكذلك حول إضطراب التوازن بين الأشكال اليمني واليسرى في الطبيعة الحية. تكمن أهمية هذا الكتاب في كونه جمعاً وتلخيصاً وتعميماً لنتائج الدراسات المتعلقة باللاتناظر الوظيفي للدماغ، إنطلاقاً من فرضية وحدة التناظر واللاتناظر في الطبيعة في دراسة التنظيم البنيوي الوظيفي للدماغ.