يحتاج الشعر، في كل حضارات العالم إلى الموسيق والتنغيم، ليكون أشد تأثيراً في اسماع المتلقين؛ ومن هنا كان اهتمام علماء الأدب بتحديد قواعد الموسيقا الشعرية في العروض والقافية، لأن الطابع الإنشادي للشعر الغنائي يقتضي من الشاعر أن (ينشد) شعره، أو أن يجعل غيره (يتغنّى) به،...
يحتاج الشعر، في كل حضارات العالم إلى الموسيق والتنغيم، ليكون أشد تأثيراً في اسماع المتلقين؛ ومن هنا كان اهتمام علماء الأدب بتحديد قواعد الموسيقا الشعرية في العروض والقافية، لأن الطابع الإنشادي للشعر الغنائي يقتضي من الشاعر أن (ينشد) شعره، أو أن يجعل غيره (يتغنّى) به، وهذه هي المرحلة الأولى في الشعر. وأما المرحلة الثانية فقد انتقل فيها الشعر من مرحلة (السماع) إلى مرحلة (القراءة)، وبدلاً من أن يمتع السامع شعوره عن طريق (جماليات الأذن)، فقد انصرف الإهتمام إلى توفير (جماليات العين)، بعد الإنتشار الواسع للطباعة، وكثرة القرّاء، وكان لا بد من منهج نقدي يواكب هذا التحوّل، ويبحث جماليات (السطح) و(العمق) فتصدّى (المنهج التأويلي) لمهمة تحليل القصيدة البصرية. يحاول المؤلف الناقد المعروف (محمد عزام) في هذا الكتاب بيان (الأصول الفكريّة) لهذا المنهج، وأسسه، ومستويات التحليل للبنى المتعددة و(المنهج التأويلي) إذ يدرس مستويات اللغة: الصوتية، والسطحيّة، (المعجميّة والنحويّة)، والدلاليّة (الأفكار والظاهرات)، من خلال بحث علمي، فإنه يقدم صورة علمية عن (النّصّ الأدبي). وبهذا يمكن القول إن الإتجاهات النقديّة المعاصرة، من أسلوبيّة، والسنيّة، وبنيويّة، وسيميائية، وظاهراتيّة... إنما تعتمد كلها (الألسنية) أولاً وأخيراً، في تحليلها النقدي للأدب.