يعتبر الإنفتاح المنهجي على الطب الصيني التقليدي وإستكشافه المنظم، من حيث إدماجه في البنية الإجتمالية للعلم العالمي، عمل العقود الأخيرة الذي لم يبدأ حتى في شرق آسيا نفسه إلا منذ عهد قريب، وقبل ذلك كان هذا الطب يفهم ببساطة كــ "بقية تاريخية" أو كخليط من معطيات الخبرة يمكن...
يعتبر الإنفتاح المنهجي على الطب الصيني التقليدي وإستكشافه المنظم، من حيث إدماجه في البنية الإجتمالية للعلم العالمي، عمل العقود الأخيرة الذي لم يبدأ حتى في شرق آسيا نفسه إلا منذ عهد قريب، وقبل ذلك كان هذا الطب يفهم ببساطة كــ "بقية تاريخية" أو كخليط من معطيات الخبرة يمكن للمرء أن يستخرج منه ما يشاء حسب الرغبة وأن يفسره تبعاً لقواعد الطب الغربي وحده.
ولما كان عجز الطب الغربي عن الإستجابة الصحيحة لتحديات المرض وإعتلالات صحة البشر يزداد وضوحاً يوماً بعد يوم، كان لا بد من التطلّع إلى أنواع من الطب الآخر تقوم على مقدمات ومناهج مغايرة.
وهنا يطرح الطب الصيني نفسه كطب، لا نقول بديل، وإنما كطب مكمل متمم، بإمكانه وبجدارة سد الثغرات المنهجية التي يعاني منها الطب الغربي، فهو طب تأسس منذ 2300 سنة كنظام علمي متماسك ومبني على الفكر والفلسفة الصينيين.
يقدم الدكتور "مانفريد بوركرت" في هذا الكتاب صورة واضحة عن المستوى الطبي والثقافي والفلسفي الراقي الذي امتلكه الصينيون عبر التاريخ، ويبين تكامل الطبين الغربي والصيني في حل المشاكل الصحية المتفاقمة والوصول إلى طب شامل، يصب في خدمة صحة الفرد والمجتمع في نهاية المطاف.