يقول المعلم والمعالج الروحي الكبير فاليري سينيلنيكوف؛ هناك طريقتان لبلوغ الكمال؛ من خلال المعاناة ومن خلال المعرفة، ترتبط الأولى بالعنف، والأخرى بالخير، هنالك طريقان: طريق التجنب وطريق المعرفة والبناء.لماذا نتألم؟ فالمعاناة لا تعلم شيئاً جديداً، لا تعلم السلوك الصحيح،...

يقول المعلم والمعالج الروحي الكبير فاليري سينيلنيكوف؛ هناك طريقتان لبلوغ الكمال؛ من خلال المعاناة ومن خلال المعرفة، ترتبط الأولى بالعنف، والأخرى بالخير، هنالك طريقان: طريق التجنب وطريق المعرفة والبناء.
لماذا نتألم؟ فالمعاناة لا تعلم شيئاً جديداً، لا تعلم السلوك الصحيح، إنها فقط تقدم إمكانية تجنب ما هو قديم، أما طريق المعرفة فيقدم إمكانية تغيير حياتنا؛ إن الإنسان هو من يصنع الأمراض والمشاكل لنفسه، حتى أننا نعرف أين نبحث عن أسباب مصائبنا وكيف نعالج أنفسنا، ولكننا نحتاج للقوة للقيام بأي عمل (بما في ذلك العمل على تغيير طبعنا).
لا تكفي الرغبة وحدها، علماً أن الحديث لا يجري عن القوة البدنية، بل عن القوة الشخصية للإنسان، عن طاقة الحياة لديه، إنها طاقة تصل إلى الجسد مع التنفس وأمور أخرى، وتحرض الجسدنا على الحياة.
إنها تتجلى في جسد أي كان حي نحيا بفضلها، وهي تفارق جسدنا بعد الموت، في كل طعام توجد طاقة الحياة بدرجة أو بأخرى، يتحلل كل طعام بعد فترة محددة من الزمن، تغادره طاقة الحياة (الجيفا)، تتحول إلى أشكال حياة أخرى (فطور، بكتيريا مثلاً).
بالطبع، يمكن بالتجفيف أو التجميد أو الحفظ إبطاء هذه العملية، إلا أنها في النهاية حتمية لا مفر منها، لأن لكل شيء زمانه ومكانه، إذا قطفت الثمرة عن الشجرة، تفقد (الجيفا) خاصتها بالتدريج، لأنها تفقد الإتصال مع النبات، الذي يمدها بالطاقة.
وهكذا يكون شأن الإنسان المنقطع عن قومه، الذي نسي أسلافه، ولغته وعاداته، يفقد بالتدريج القدرة على الحياة، شجرة النسب بالذات هي التي تهب الإنسان الطاقة الضرورية لنموه وتطوره، يوجد شكل آخر لطاقة الحياة، إنها تتركز في بذرة النبات، والحيوان والإنسان، وهي تعطي بداية الحياة الجديدة، لكي نمتلك القوة، لا بد لنا من أن نعيش حياة خالية من العيوب، مفعمة بالقوة، يجب أن تكون أفعالنا واعية وفي الوقت ذاته زادة ومفعمة بالإيمان، إلا أن الزهد والتخلي ليس عن الحياة، بل عن نمط الحياة الذي كنا نمارسه حتى الآن والذي أودى بنا إلى الآلام.