إن إنهيار الإتحاد السوفيتي ودمار المنظومة الإقتصادية والإجتماعية يعد كارثة تراجيدية ذات عواقب وخيمة بالنسبة للملايين الذين أحبوا الإتحاد السوفيتي، مع أن الذين فتنوا بالإشتراكية لم تتغير قناعاتهم تجاه عدالة الإشتراكية وصوابية النظريات الماركسية واللينينية حول تطور...
إن إنهيار الإتحاد السوفيتي ودمار المنظومة الإقتصادية والإجتماعية يعد كارثة تراجيدية ذات عواقب وخيمة بالنسبة للملايين الذين أحبوا الإتحاد السوفيتي، مع أن الذين فتنوا بالإشتراكية لم تتغير قناعاتهم تجاه عدالة الإشتراكية وصوابية النظريات الماركسية واللينينية حول تطور البشرية، أو الدور التاريخي للصراع الطبقي الذي تقوم به الشعوب والطبقات المقهورة ضد سلطة رأس المال الغاشمة. كذلك لم يتزحزح إيمان العمال ومناضلي حركات التحرر الوطني وأعضاء الحركات المدافعة عن السلم والتضامن العالمي والداعية للدفاع عن البيئة الضرورية لإستمرار الحياة، والمدافعين عن حقوق الإنسان الحقيقيين الذين ما انفكوا يؤمنون بإستمرار ذلك النضال، لكنه في مثل هذه الظروف المستجدة، يتطلب أولاً وقبل كل شيء إعادة الفهم والتفكير المعمق للنظرية الماركسية الهادفة كما في الماضي والمستقبل لتطوير النضال ضد الرأسمالية لصالح الإشتراكية. بالنسبة إلى جميع الناس الذين آمنوا بإمكانية بناء عالم أفضل على الأرض يخلو من الإستغلال الرأسمالي والتفاوت الإجتماعي وعدم المساواة والطمع والفقر والجوع والظلم بالنسبة إليهم، إن إنهيار الإتحاد السوفيتي يعد بكل تأكيد خسارة كبيرة يصعب تعويضها. إن مؤلفَي هذا الكتاب يمنحان نفسيهما مطلق الحرية في تقصي وإستيضاح كافة الحقائق وخصوصاً عند التعامل مع موضوع معقد وضخم كهذا؛ مع إحتمال حصول شتى أشكال عدم التوافق بين ما هو حاصل على أرض الواقع من أحداث واقعية وبين إنعكاسات منهجية الدراسة والتحليل العلمي مع التعمق الزائد، وخصوصاً أن المؤلفين لم يكونا شاهدي عيان أو مشاركَيْن بشكل مباشر في تلك الأحداث، مع ذلك فإن الأهمية القصوى لتلك المعضلة، دفعتهم بالنتيجة إلى الإستعانة بالباحث الأمريكي التقدمي المشهور هربرت ابتيكر المختص بدراسة أوضاع الولايات المتحدة الأمريكية في زمن الحرب الباردة، لقد كانت دراسته وتحليلاته عبارة عن تجربة معمقة وجدية. لقد اعتبر أنه من المهم جداً ومنذ اللحظة الأولى لعملنا مساعدة القراء على تجنب الأكاذيب والتفسيرات المبتذلة التي تنشرها وسائل الإعلام الغربية الهادفة إلى تضليل الرأي العام من خلال طمس الحقائق وتزوير الوقائع المتعلقة بسقوط الإتحاد السوفيتي وإنهيار النظام الإشتراكي فيه.