كثيرة هي الوسائل التي استعملتها الحركة الصهيونية للوصول إلى أهدافها، لكن من أهم هذه الوسائل تزوير التاريخ لخدمتها، وتوظيفه وصولاً إلى أغراض محددة، إذ لا يوجد قوم في العالم تلاعبوا بتاريخهم، وحذفوا ورتبوا ونقحوا وأضافوا إليه مثلما فعل اليهود بتاريخهم عبر العصور، فالتاريخ...
كثيرة هي الوسائل التي استعملتها الحركة الصهيونية للوصول إلى أهدافها، لكن من أهم هذه الوسائل تزوير التاريخ لخدمتها، وتوظيفه وصولاً إلى أغراض محددة، إذ لا يوجد قوم في العالم تلاعبوا بتاريخهم، وحذفوا ورتبوا ونقحوا وأضافوا إليه مثلما فعل اليهود بتاريخهم عبر العصور، فالتاريخ بالنسبة لهم هو العهد القديم والديانة اليهودية ابنة هذا التاريخ، وهاتان الركيزتان: الدين والتاريخ، هما عكازتا الحركة الصهيونية. كما حاول الصهاينة علم الآثار من علم إنساني ينشد الحقيقة إلى علم سياسي عرقي، وأصبحت عملية التنقيب عن الآثار هاجساً يسعى لتسخير علم الآثار لترويج أيديولوجية معينة، فهم يحاولون تسخير التاريخ من أجل تدعيم مطالب معينة متعلقة بالسياسة الحاضرة يستخدمونه بإعتباره أحد أسلحتهم التي يستخدمونها في حروبهم. في هذا الكتاب نقدم دراسة موضوعية دقيقة عما ورد عن اليهود في نصوصنا السماوية، وهي أقدم المدونات المتوفرة عن تاريخ اليهود لنحدد حجمهم وتاريخهم وعلاقاتهم مع غيرهم، ولا سيما مع الآشوريين والكلدانيين؛ ونقدم الحقائق التاريخية ذات العلاقة لنكشف إعتداء اليهود الصريح على دين الله تعالى، ونبين زيف ما يدعونه عن عمقهم التاريخي وحقهم المزعوم بأرض كنعان، كما سماها العهد القديم، معترفاً صراحة بأنها أرض الكنعانيين أصلاً.