مهما بدا الأمر غريباً إلا أن حجر الزاوية في بنية طريق تواصل العلماء مع الناس الذين لا يحملون تخصصات علمية، لا يتمثل في المصطلحات، ولا حتى في صعوبة المفاهيم، إنما في تباين تقويم صحة الوقائع، إذا قدرت أن تسير حتى النهاية على درب الشكوك الوعرة، وتجري إختبارات لا عد لها، وترتكب...
مهما بدا الأمر غريباً إلا أن حجر الزاوية في بنية طريق تواصل العلماء مع الناس الذين لا يحملون تخصصات علمية، لا يتمثل في المصطلحات، ولا حتى في صعوبة المفاهيم، إنما في تباين تقويم صحة الوقائع، إذا قدرت أن تسير حتى النهاية على درب الشكوك الوعرة، وتجري إختبارات لا عد لها، وترتكب الأخطاء، وتلوح لك الإلماحات، فإن الحقيقة ستظهر أمامك في نهاية هذه الدرب أكثر بهاء بمائة مرة من أكثر الألغاز روعة.
إن هذه الدرب تدعى، المنهج العلمي للمعرفة، ولكي لا تضل هذه الدرب، فإنه ينبغي لا أن تختار الإتجاه، وتمتلك أسرار المهارة، وأدوات المعرفة التي صنعتها جهود مضنية بذلتها الأجيال وحسب، بل ينبغي عليك أيضاً أن تخلق في نفسك الصبر، ونقاء السريرة، والقدرة على الإستغراب، وبراعة الثقة بالحدس من غير أن تنساق وراءه، ينبغي عليك أن تؤمن بالنتيجة بإصرار عما يدحضها، ويجب أن تمتلك القدرة على همز المخيلة ولحمها، والإعتراف بالخطأ وتصحيحه... أما حجر الزاوية في هذا كله، فهو ان تتعلم كيف تحس الجمال، جمال الطبيعة، وجمال بناء البنى المنطقية.