الكلام عن التصوف من المواضيع التي كثر الخوض فيها بين معجب ومنكر، ومؤيد ومعارض، شأنه في ذلك شأن مشكلة المعرفة الماورائية وعلاقتها بالوجود. وإثارة الخوض فيه هو من قبيل البحث عن إشراقة الروح، ويقظة الضمير، وإضاءة القلب، وعلاقة ذلك بالجانب المادي، وإن شئت فقل هو البحث في مشكلة...
الكلام عن التصوف من المواضيع التي كثر الخوض فيها بين معجب ومنكر، ومؤيد ومعارض، شأنه في ذلك شأن مشكلة المعرفة الماورائية وعلاقتها بالوجود. وإثارة الخوض فيه هو من قبيل البحث عن إشراقة الروح، ويقظة الضمير، وإضاءة القلب، وعلاقة ذلك بالجانب المادي، وإن شئت فقل هو البحث في مشكلة الصراع بين المعرفة الفوقية، والمعرفة الحسية، وهذا ما يضفي على الكلام في هذا الموضوع طابع الجدة المستمرة لاستمرارية جدلية الصراع الناشئة منذ القدم بين المثالية وعلاقتها بالقيم المجردة، وبين المادية المشتركة وعلاقتها ببقية الكائنات والذوات. يتناول الكتاب عدة موضوعات منها: موقف المفسرين من القرآن الكريم. ويناقش ضمن هذا الموضوع: التفسير والتأويل والمتشابه؛ ومصادر التفسير؛ والمدارس التفسيرية؛ والتصوف النظري وخصائصه. كما يتناول موضوع التفسير الإشاري: تعريفه، وموقف الدارسين منه؛ وشروط قبوله ورأي المستشرقين فيه؛ وتاريخ ظهوره، ومصادره، وخصائصه. وترتكز دراسة التفسير الإشاري في الكتاب على أمرين هما: التصوف العملي من جهة، والتفسير الباطن من جهة ثانية.