يُظهر أحدث بحث قام به علماء النفس والاجتماع أن أداء الأطفال المدربين على حل المشكلات يكون أفضل أيضاً في منهجهم الدراسي، إضافة إلى التعديلات التي تطرأ على سلوكهم. وحالما تتحسن السلوكيات نتيجة لممارسة مهارات طريقة حل المشكلات، يحتمل أن يستوعب الأطفال، على نحو أفضل، متطلبات...
يُظهر أحدث بحث قام به علماء النفس والاجتماع أن أداء الأطفال المدربين على حل المشكلات يكون أفضل أيضاً في منهجهم الدراسي، إضافة إلى التعديلات التي تطرأ على سلوكهم. وحالما تتحسن السلوكيات نتيجة لممارسة مهارات طريقة حل المشكلات، يحتمل أن يستوعب الأطفال، على نحو أفضل، متطلبات غرفة الصف التي يمليها الواجب، وبالتالي يتحسن أداؤهم في المدرسة. وعموماً إن أداء الأطفال الذين يتعلمون كيف يفكرون بعلاقاتهم مع الآخرين يكون، في الواقع أفضل في الأمور الحياتية. يمكن التأكد من ذلك من خلال نظرة فاحصة لعدة نماذج إنسانية في المجتمع تشمل أفراد الأسرة، الأصدقاء، الزملاء في العمل، الذين كثيراً ما تسيطر عليهم التعاسة، أو الغضب، أو الاكتئاب، أو حتى العنف مثال ذلك: الأمهات أو الآباء الذين يلجئون إلى الإيذاء اللفظي أو البدني عندما يعتريهم الإحباط نتيجة لعصيان أطفالهم. الأزواج الذين يطلقون بعضهم لأنهم لم يستطيعوا التوصل إلى حل وسط.المراهقون الذين يسيئون استخدام العقاقير والكحول لأنهم لا يستطيعون مقاومة ضغط الرفاق. الشاب الذي يستجيب للإحباط بالسلوك العنيف أو بتصرف انتحاري. لا ريب أن هؤلاء الناس لم يتعلموا أبداً كيف يفكرون بالتعامل مع الآخرين في المواقف المشكلة. والآن لنتأمل الأطفال الصغار التعساء الذين يكافحون أيضاً للتكيف مع العالم خارج ذواتهم: طفلة بعمر ما قبل المدرسة تغضب وتعض صديقتها لأنها تريد استعادة دميتها. طفل ملحاح،في الخامسة، يتشكى، ويبكي، و"ينق" عندما لا يستجيب أبواه لمطالبه في الحال. طفلة في السادسة، تنطوي على نفسها، لأنها كثيراً ما تتعرض للمضايقة من قبل رفيقاتها الأكثر انفتاحاً في الصف. وأظهر البحث أنه إذا أمكن للأطفال أن يتعلموا حل المشكلات اليومية النموذجية، فإنهم يصبحون أقل ميلاً إلى الاندفاع، أو عدم الحساسية، أو الانطواء، أو العدوان، أو معاداة المجتمع. ومن المهم جداً وقف نمو هذه السلوكيات قبل أن تتفتح براعمها، لأنها، وفقاً لباركر وايشر في هذا الكتاب، وتحديداً في فصل علاقات الرفاق والتكيف الشخصي المتأخر، تؤدي، لاحقاً، إلى مزيد من المشكلات الخطيرة، كالمشكلات النفسية، أو سوء استخدام المواد، أو الجنوح، أو الحمل المراهق، أو قصور التحصيل العلمي، وحتى السلوك المعادي للمجتمع والإفراط في استعمال العنف. وسوف يكتشف المربي، وبعد استخدامه طريقة حل المشكلات، إن هذه الطريقة تقدم فوائد عاجلة له ولطفله على حد سواء، وتساعده على: زيادة إدراكه بأن رأي طفله قد يختلف عن رأيه، إدراك أن مساعدته لطفله على التفكير بمشكلة ما قد يفيده، على المدى الطويل، أكثر من العمل المباشر على وقف ما يقوم به ذلك الطفل، يهيئ لأطفاله أسلوباً للتفكير الحال للمشكلات، يمكنه كوالد، أن يوحي لطفله بأن يفكر. وتساعد الأطفال على: التفكير بما يجب أن يقوموا به عند مواجهة مشكلة ما مع شخص آخر؛ التفكير بطرق مختلفة لحل المشكلة نفسها، تقرير ما إذا كانت فكرة ما صالحة أو غير صالحة، إدراك أن للناس الآخرين مشاعر وهم يفكرون بمشاعرهم أيضاً. وعلى الرغم من اختلافها الكبير عن الطرق الأخرى الشائعة عند الآباء والأمهات المربين، فإن هذه الطريقة لحل المشكلات تتقدم باستمرار نحو تنشئة إيجابية للأطفال. من خلال هذا الكتاب يمكن الاطلاع على هذه الطريقة التربوية التي تقود المربين خطوة إضافية نحو تربية أفضل للأبناء.