يعتبر علم التنجيم أقدم العلوم الخفية، وهو الأساس لجميع الأنظمة السحرية الأخرى والتنجيم أيضاً هو أصل العلم نفسه، وأكثر العلوم القديمة غموضاً وألغازاً، فكان يتشكل من علوم مختلفة، فمن التنجيم انبثق علم الفلك، وحساب الزمن، والرياضيات، وعلوم الأدوية والطب والكيمياء. ومع أن...
يعتبر علم التنجيم أقدم العلوم الخفية، وهو الأساس لجميع الأنظمة السحرية الأخرى والتنجيم أيضاً هو أصل العلم نفسه، وأكثر العلوم القديمة غموضاً وألغازاً، فكان يتشكل من علوم مختلفة، فمن التنجيم انبثق علم الفلك، وحساب الزمن، والرياضيات، وعلوم الأدوية والطب والكيمياء. ومع أن علم التنجيم يعتبر حالياً خارج نطاق العلوم القانونية المعترف بها (أي لا تدرس في الجامعات والمدارس) إلا أنه لم يزل راسخاً على مستوى شعبي في نهاية القرن العشرين، فما من صحيفة أو مجلة عالمية أو محلية في جميع أنحاء العالم إلا ويكون لها أن تخصص عموداً في إحدى صفحاتها للتنجيم باسم "الحظ والأبراج". وكذلك يؤرخ طلاب المدارس والجامعات والدوائر الرسمية بنوع تنجيمي مثلاً السبت 1998/10/22: السبت: 22، يدل على أحد أيام الأسبوع وهو يوم زحل أحد الكواكب السبعة. 10 يدل على الشهر العاشر أو البرج الثاني وهو برج العقرب. 1998 وهي تدل على المدة التي انقضت منذ ظهور النجم للمجوس الذين جاؤوا إلى بيت لحم. فهذا النظام لم يطرأ عليه تغيير يذكر منذ نفاذه في الحياة الدينية والفلسفية الاجتماعية في العصور القديمة، إذ لم يزل يحيا كمعتقد شعبي في زمننا الحاضر عصر الفضاء والتلكس والستلايت والكمبيوتر والإنترنت والبيوكيمياء. ولسوف يقدم هذا الكتاب الذي نقلب صفحاته مسحاً معلوماتياً ممتعاً بنشره آثار وخطى (أصول وتاريخ) علم الفلك التنجيمي، بالعودة إلى الوراء لأكثر من خمسة آلاف عام إلى بداياته في سومر القديمة وبابل (بلاد الرافدين) مروراً بجميع الشعوب القديمة التي دونت علم التنجيم، ومنها الآشورية والمصرية، والهندية والصينية والعبرية واليونانية والرومانية والعربية حتى عصرنا الحاضر، وكذلك أعمال بعض العلماء العظام والسحرة المنجمين أمثال قلوديوس، بطولماوس وكبلر ونوستراداموس، كذلك يقدم الكتاب دراسة لتأثير الأجرام السماوية والقضاء والقدر على الشعوب والعروش، متضمناً النبوءات المقدسة للحكماء الثلاثة الآتين من المشرق. ولسوف يلمح القارئ أيضاً بعض الإشارات الفلكية والتنجيمية في أدب الكتّاب العظام لـ(دانتي إليفري) وشكسبير وديغو وغيرهم من الأدباء والكتاب، وكذلك بعض العلماء العرب والمشرقيين منهم الكندي وإخوان الصفا وأبو معشر الفلكي وأبو الريحان البيروني وغيرهم كثير: إن الشيء المهم في الكتاب هذا ليس إحياء الخرافات الفلكية والتنجيمية ضمن حقائق علم الفضاء في أواخر القرن العشرين، ولكن بما أن الحقائق الفلكية كثيرة ومتعددة وثانوية في طوايا علم النجوم، وهي من الصحة بحيث تشكل مسألة لا يمكن تجاهلها، ولأن كثيراً من الأسس النظرية لعلم النجوم أصبحت غير مقبولة علمياً في زمننا الحاضر، كما أن بعض مخطوطاتها شكلت انفجاراً هائلاً معززاً بالبراهين الفلكية، ولكن على ما يبدو أن معظم الناس يشعرون بالسليقة بأنه يوجد شيء ما فيها.