-
/ عربي / USD
لا يخفى أن أولى ما تترامى إليه بالنظر أبصار البصائر، وتمتد نحوه أعناق الهمم والخواطر، ما كان موضوعه أجل الموضوعات، وغايته أشرف الغايات، والحاجة إليه في تحصيل السعادة الأبدية من الأبديات، وإليه مرجع العلوم الدينية، ومستند النواميس الشرعية، وبه صلاح العالم ونظامه، وحله وإبرامه، والطرق الموصلة إليه يقينيات والمسالك المرشدة نحوه قطيعات؛ وذلك هو العلم الملقب بعلم الكلام، الباحث في ذات واجب الوجود، وصفاته، وأفعاله، ومتعلقاته، فكان أولى بالإهتمام بتعجيله، والنظر في تحقيقه وتحصيله.
ولما كان ذلك كذلك قمنا بتحقيق متن هو أصل من أصوله، وفصل من فصوله، قد أحاط جمعٌ من أهل العلم بمعانيه، وأوضحوا مبانيه، وأظهروا أغواره، وكشفوا أسراره، حيث فوزهم بقصب سبق الأولين، وحوزهم غايات أفكار المتقدمين والمتأخرين، فاستخلصوا خلاصة الألباب، وفصلوا القشر عن اللباب، ليسهل علمه على الفضلاء من الطلاب؛ فكان خير كتاب حاوٍ لمسائل الأصول، جامع لأفكار أرباب العقول، مقتصد لا يخرجه التطويل إلى الملل، ولا فرط الإختصار إلى النقص والخلل.
هذا... وقمت بوضع متن العقائد النسفية، ثم شرح العقائد للمولى السعد، ثم حاشية الملا أحمد الجنيدي على شرح السعد، ثم حاشية عصام الدين الإسفراييني، ثم حاشية المولى محمد بن حميد بن مصطفى الكفوي على حاشية العصام، ثم حاشية ولي الدين بن مصطفى أفندي الرومي على العصام، ثم حاشية أحمد الخيالي على شرح السعد، ثم حاشية عبد الحكيم السيالكوتي على حاشية الخيالي، ثم حاشية لبعض المحققين الأفاضل غير معروفة أسمائهم، وتسمى: "جامع التقارير" على حاشية عبد الحكيم، ثم حاشية قول أحمد بن خضر الكازروني على حاشية الخيالي، ثم حاشية المرعشي على حاشية ابن خضر، والخيالي، ثم حاشية شجاع الدين على الخيالي، ثم حاشية محمد الشريف على الخيالي، ثم تخريج السيوطي لأحاديث شرح العقائد للمولى السعد التفتازاني، وذلك بآخر الكتاب.
فقمت بضبط النصوص على أصولها الخطية والحجرية، والتعليق على بعضها من هوامش الحواشي، ومن تعليقنا من المراجع والمصادر، وتخريج أحاديثها، وترتيب النص وتنسيقه، والدراسة العلمية، والتقديم له.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد