-
/ عربي / USD
إن المسلمين اليوم، وكل يوم في أمسّ الحاجة إلى استلهام رأي القرآن الكريم في قضاياهم وتصوراتهم، وهم اليوم يعيشون عصراً تتنازعه الأفكار من كل صوب، وتتناوشه النظريات البشرية من كل حدب، وفي هذا الضجيج من الرؤى المتباينة، والتقدم التقني الباهر يشعرون بالقلة والذلة، وبعضهم يشعر فكرياً أو عملياً بأن التدين عامة سبب من أسباب الرجوع الحضاري، خالطين بين ديانات عزلت أصحابها عن واقع الحياة وحرّمت بل جرّمت التقدم والعلم والمعرفة، وما نهض أتباعها إلا بعد أن قالوا: (اشنقوا آخر قيصر بأمعاء آخر قسيس)، وبين دين أول كلماته: (إقرأ)، وتكررت فيه الدعوة إلى عمارة الأرض وإثارة خيرها وارتفاق عطائها والسير في مناكبها، أكثر مما تكرر فيه الحديث عن الأحكام والفروع، فالفروع وحديث القرآن الكريم عنها لا يتجاوز 11/1 من مجموع آيات القرآن الكريم، هي مجمل آيات الأحكام تقريباً، أما عمارة الأرض وخلافة الحياة فيدور أغلب القرآن الكريم عليها وما يقدم لها وما يدور حولها من بناء الإنسان الصالح الذي يصلح الأرض بصلاح نفسه، ويربطها بارتباطه هو بالله رب العالمين.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد