-
/ عربي / USD
"البيلدونغ" (Bildung) أكثر من كلمة، إنها مصطلح ومفهوم وذاكرة وتاريخ ومؤسسة في سياق التاريخ الفكري الألماني.
تستقطب في ماديتها الحرفية مجموعة من الذخائر النظرية والعملية، وتتقاطع مع معارف عديدة كالتربية والتعليم والثقافة، لكنها تتوسَّع نحو إستعمالات أخرى قد تكون سياسية أو دينية أو إيديولوجية نظراً لكثافتها المفهومية وثِقلها التاريخي.
آخذ البيلدونغ هنا عيّنةً حيّة، نموذجاً اكتمل في الثقافة الحديثة بعد تاريخ طويل حافل بالتنظيرات والتأسيسات؛ الكلمة التي تمَّ بها ترجمة البيلدونغ هي "الثقافة".
هذا صحيح إذا أخذنا الثقافة مبدأ عاماً في التصوُّر والسلوك، وليس كمبدأ خاص في المعرفة والإستطلاع، الثقافة عبارة عن كلمة نجدة تُساعدنا على التعبير عن البيلدونغ في غياب ترجمة حَرفية ومحترفة، لكنها لا تقول بعُمق ما يمكن فهمه أو إستيعابه من المقولة ذاتها.
أستعمل مؤقتاً كلمة "الثقافة" كتعبير عن "البيلدونغ" لأنها تدخل في نطاق إشتغالي الحثيث على نظريات الثقافة، وأحاول نحت كلمة جديدة تقترب من روح المقولة والتي وجدتها في اللفظ "التبرية" لأقدّم مبررات هذا النحت.
إمتداداً لكتابي "الثقاف في الأزمنة العجاف: فلسفة الثقافة في الغرب وعند العرب" (2013).
يُعتبر هذا الكتاب الجزء الأول من "نقد العقل الثقافي"، ويُشكّل الإستمرارية والمجاوزة لكتاب "الثقاف"، يستند إلى مناهج تأسيسية وهي الفينومينولوجيا والهيرمينوطيقا ويشتغل على مباحث ترتبط عضوياً ووظيفياً بالبيلدونغ وعنيتُ بذلك الثقافة والتربية والمعرفة والجمال والترجمة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد