-
/ عربي / USD
تَتركز وظيفة فلسفة المعنى، في بسط المبادئ النظرية التي يشيّد على إثرها المعنى وينظَّم عبر التاريخ، سواء بتوسل إمكانات وسُبل تَحَقّق الرُّوح في الوجود، أو بتوسُّل أنماط المعنى ووظائفه. ومن أجل ذلك، تكبُّ فلسفة المعنى على البحث في المبادئ والمحدِّدَات المنتجة للمعنى، والمؤثرة في نسج شبكة العلاقات التي تجمعها، على أنّ الفلسفة هي الأس النسقي الذي تشيّد على صرحه سائر العلوم الثقافيّة. من هنا، نفهم تهجُّس فلسفة الدين، بوصفها حقلًا معرفيّا بوظيفة المعنى الدينية. بيد أنَّ فلسفة الدين لا تشترط بالضرورة فيلسوفًا معتقدًا عقيدة دينية مخصوصة، بقدر ما تشترط فيلسوفًا يخضع المسألة الدّينية لمِحَكّ النظر الفلسفي (=الفهم)، بالوقوف على أبعادها، وما تُضمره من عُمق تاريخي، الأمر الذي يُلزمه وضع مسافة بينه وبين اعتقاداته الدينية أو المضادة لهذه الاعتقادات. وذلك على عكس الفلسفة الدينيّة التي توجه الفيلسوف صوب تسويغ الأسباب، وشرح ما يحمله على الإيمان بهذا الدين أو ذاك، فضلًا عن بسط قواعد انتمائه العقدي وأولويّاته (أغسطين، باسكال، كيركغارد...).
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد