-
/ عربي / USD
لعلّ إبراز مسألة [الواقعية السياسية] يأتي على رأس أهداف كتابنا، حيث تجاوزنا حقيقة اعتماد «كليلة ودمنة» منهج الواقعية السياسية، وذهبنا إلى الاعتقاد بأنه مؤسّسها في تاريخ الفكر السياسي. وهذه القيمة التاريخية للكتاب لم يُشِر إليها الباحثون. مما شكّل غبنًا لهذا السِفر النفيس. وينسب البعض تأسيس الواقعية السيـاسية كمدرسة متكـامـلة إلى مكياڤلّي الذي لم يفعل في الحقيقة، سوى تأكيد المفاهيم الموضوعة على يد بيدبا الهندي في القرن الرابع قبل الميلاد.
وكما سنرى على صفحات هذا الكتاب فإنّ المعادلات السياسية والتي شكّلت حجر الأساس في الواقعية السياسية التي تمحورت حول: علاقة الغاية بالوسيلة، معادلة المنفعة والضرر، معادلة الفضيلة والرذيلة، التكامل بين القوّة والخداع، إضافة إلى تشريع اعتماد السلطة كهدف يجوز من أجله كلّ سلوك. والنظر إلى الواقع كما هو عليه لا كما يجب أن يكون، والتنكر للثوابت الأخلاقية… وغيرها، جميعها عناوين سبق لـ«كليلة ودمنة» معالجتها بواقعية متنكّرة لكلِّ قيم مسبقة. فلم يفصّل السياسية على قياس قيمه ومعاييره، بل استنتج تلك القيم من مجرى حركة السياسة التي تدفعها قوانينها الكامنة في ذاتها وليس خارجها.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد