-
/ عربي / USD
وبما أن فترة كهذه هي حتما فترة فوضى، فإنه ليس من السهل أن نتنبا الآن بما سيتولد عنها مستقبلا. والسؤال المطروح هو: على أية أفكار أساسية ستبنى المجتمعات؟ لا نزال نجهل ذلك حتى الآن. لكن ما يمكننا التنبؤ به جيدا، هو أنه فيما يتعلق بتنظيمها، سيكون عليها أن تحسب حساب قوة جديدة، تمثل آخر سيادة حاكمة في العصر الحديث: إنها قوة الجماهير وجبروتها. فعلى أنقاض الكثير من الافكار، التي اعتبرت ذات يوم صحيحة، والتي ماتت اليوم، وعلى أنقاض الكثير من أنظمة الحكم التي أسقطها الثورات تباعا، كانت الاخريات. وفي الوقت الذي راحت تتزعزع فيه كل معتقداتنا القديمة وتتهاوى، وفي الوقت الذي راحت الاعمدة القديمة للمجتمعات تنهار الواحد تلو الاخر، كانت قوة الجماهير هي القوة الوحيدة التي لا يهددها شيء، والتي تتزايد هيبتها باستمرار، إن العصر الذي نهتم الان بدخوله سيكون حقا عصر الجماهير.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد