يجمع، بين دفتيه، اثنتين وعشرين مقالةً مرجعيةً في حقل دراسات الانتقال الديمقراطي، مترجَمةً إلى اللغة العربية، ومطعَّمةً بهوامش شارحة أينما لزم الأمر. لا تقتصر الغاية من جمع هذه المقالات وترجمتها على نقل المعرفة من لغةٍ إلى أخرى فحسب، بل تتعلق أساسًا بتمكين الطلاب والباحثين العرب من القبض على المقاربات والنقاشات النظرية، والحالات الإمبريقية، التي راكمتها أبرز الأدبيات التي أسست حقل دراسات الانتقال وطوّرته منذ ستينيات القرن العشرين. ويحرص المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، من خلال هذا الكتاب، على المساهمة في حقل عربي لدراسات الانتقال الديمقراطي لا يتشكل من الأكاديميين فحسب؛ فالفاعلون السياسيون والمدنيون المنشغلون بقضايا الديمقراطية والانتقال إليها ينبغي أيضًا أن يشكّلوا جزءًا منها، سواء تعلّق الأمر بالشباب الذين أثبتوا، خلال الحركات الاحتجاجية المختلفة، وعيًا حيًّا بمركزية المشاركة السياسية من أجل التغيير، أو بالمتمرّسين من نخب سياسية وإعلامية وثقافية وغيرها، فضلًا عن عموم القراء، ممن يتبنّون الديمقراطية خطابًا وغايةً.

ينتمي كُتّاب المقالات، التي يجمعها هذا الكتاب، إلى تيارات مختلفة ضمن حقل دراسات الانتقال، وإلى جيلين: الجيل المؤسس ممن نشروا أعمالهم منتصف القرن العشرين، أمثال دانكوارت روستو وغييرمو أودونيل وفيليب شميتر وصمويل هنتنغتون وسيمور مارتن ليبسيت وغيرهم؛ والجيل الثاني ممن نشروا أعمالهم مع نهاية ثمانينيات القرن العشرين وبداية تسعينياته، أمثال ريتشارد سنايدر وألفريد ستيبان وتيري لين كارل ونانسي بيرميو ودوه تشول شين وتوماس كاروثرز وغيرهم، فضلًا عن باحثين أحدث سنًا. ورُتّبت المقالات ترتيبًا زمنيًا بحسب سنوات صدورها، وتغطي فترةً تناهز نصف قرن من تطور حقل دراسات الانتقال.