«سرُّ الألوان في ‏الدَّحنون» للدكتور علي ‏حجازي، مجموعة ‏قصصيّة.‏ قرأتُ هذه المجموعة، ‏بشغف وحماسة، وإن ‏كنتُ قد قرأت سابقاً، غير ‏مجموعة قصصيّة ‏لصاحبها، وجدتُ فيها ‏سمات مميزة، وهي قابلة ‏لأن يقال فيها الكثير؛ كتابةً ‏وتحليلاً.‏ بدءاً بسيميائية العنوان ‏‏«سرّ الألوان في الدحنون» ‏المستلِّ من عنوان القصة ‏التاسعة (سرّ الألوان في ‏الدحنون «شقائق ‏الحريّة»)، وهي محاكاة لعبارة «شقائق ‏النعمان». الاسم المتداول ‏‏(لزهرة الدحنون).‏ والمعادل الموضوعي ‏لمضمون القصة، يحاكى ‏بعمق شقائق الحريّة.‏ لأنّ دلالاتِ الألوان التي ‏تحملها هذه الزهرة؛ «من ‏الأحمر الزاهي والقاني ‏المشرّب بالسواد إلى ‏الأزرق الفاتح والغامق ‏والأسود والبنفسجي والأبيض والأصفر...»، ‏لغة هذه المجموعة ‏القصصيّة: نقية، راقية، ‏بعيدة عن الغموض ‏والتعقيد، فيها حشــــد من ‏الآيات القرآنية والأمثال الشعبية، وتشكل إضافة ‏جديدة ومهمَّة، إلى الأدب ‏المقاوم.‏ وأخلص إلى القول: إنَّ د. ‏علي حجازي أديبٌ مقاومٌ، ‏أسهمَ بجدِّيّة وعمقٍ في ‏إعلاء مداميك هذا الأدب؛ ‏بأبعاده الوطنيّة والقوميّة ‏والإنسانيّة...‏