-
/ عربي / USD
لقدْ حظيتِ اللغةُ العربيةُ باهتمامِ العلماءِ، فصنفوا في علومِها التصانيفَ الكثيرةَ، وعقدوا المجالسَ لتدريسها وتعليمها، واعتنوا بتحفيظِ أبنائِهم بعض متونها وقواعدها، ولكنْ لمَّا انتشرَالإسلامُ، ودخلَ الناسُ في دينِ اللهِ أفواجاً، ومنهم مِنْ غيرِ العربِ اضطروا على أنْ يُتقنوا العربيةَ، ولكنْ لمْ تستقمْ لغتهم، وكانَ لاختلاطِ العربِ بهذهِ الأقوام أثرٌ في تفشي اللحنِ، والخطأ في ألسنتِهمُ، فدبَّ في الأمصارِ الإسلاميةِ، وانتشرَ بينَ العامةِ والخاصةِ؛ ولهذا أنبرى الغيارى المحافظونَ على سلامةِ اللغةِ العربيةِ للتأليفِ في التصويبِ اللغوي خوفاً على لغةِ القرآنِ الكريمِ مِنِ التغييرِ فألفَ ابنُ السكيت (ت244هـ) إصلاح المنطق، وابنُ قتيبة (ت 276هـ) أدب الكاتبِ، وثعلب (ت291هـ) كتابه الفصيح، وألفَ آخرونَ في لحنِ العامةِ. ويمثلُ الفصيحُ أبرزَ كتبِ التصحيحِ اللغوي، وعلى الرغمِ مِنْ صغره إلَّا إنَّهُ أثارَ اهتمامَ العلماءِ، فأثارَ حملةً من التأليفِ واسعة بينَ شرحٍ، ونقدٍ، واستدراكٍ وانتصارٍ لهُ، وقدْ بلغَ عددُ شروحه بينَ مطبوعٍ، ومخطوطٍ، ومفقودٍ ومنسوبٍ خطأ زهاء أربعينَ شرحاً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد