-
/ عربي / USD
إنَّ اللغة ظاهرة إنسانية نشأتْ بنشوء الفرد، وتنمو بنموه الحضاري، وهي وسيلة للتعبير عن وجوده، وعمَّا يختلج في نفسه من مشاعر. وتُعدُّ اللغة العربية بتاريخها الطويل العريق، وتراثها الحافل، وثرواتها اللغوية الهائلة من أقدم اللغات في العالم. وتميزت الجزيرة العربية بتعدد القبائل العربية التي نطقت بهذه اللغة، وهذا التعدد أدى إلى اختلاف لهجات تلك القبائل، وأصبح هذا الاختلاف واضحاً في الجزيرة؛ نتيجة لاتصال أهلها، واختلاط بعضهم ببعض بوسائل متعددة منها: التجارة، والأسواق التي كانت تُعقدُ للأدب والشعر، وهم وإنْ كانوا يلجأون في هذه الأسواق إلى الفصحى إلَّا إنَّ لهجاتهم بدأتْ تتسرب إلى منطقهم في بعض الأحيان، وكانوا يتكلمون بها في شؤونهم الخاصة. وأصبحت هناك لغات خاصة بالقبائل فقالوا لغة تميم ولغة هُذيل ولغة أسد ويقصدون ما نقصد به في الوقت الحاضر بلفظة (لهجة)، وقد اهتم اللغويون بها وأوردوها في مصنفاتهم، فنجد ذلك في كتب الأولين والمتأخرين أيضاً، ومنها كتاب الكُنَّاش لأبي الفداء. وعلى الرغم من تأخره عن غيره من الكتب التي حفلت باللغات، فإنَّ المؤلف حرص على ذكر اللغات ونسبة أكثرها إلى قبائلها، وقلما يذكرها غُفلاً من غير نسبة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد