-
/ عربي / USD
أخذ يُفكِّر في هذا الصراعِ الآدمي وهذا العالم المتوحش، وهو يقابلُ هذه الأفواجَ المتدفقةَ من البشر في لباسِها الحضاري البهي، ويقول في نفسه: لباسٌ بهيٌّ، أجلْ، ما أجملَ لباسَهم، وما أروعَ أحذيتَهم! مؤدَّبون في مشيتهم وعسليُّون في كلامهم، وآسرون في ابتساماتهم، لكنْ ماذا يخفَى تحت هذا اللباسِ الأنيق وهذه الابتسامات العريضة، والأسنان الضاحكة؟ أعاد الجملة الأخيرة: الأسنان الضاحكة أم الأسنان قاضمة لحم الحملان الوديعة؟ أجل، الحملان والعجول الصغيرة الضعيفة، والدواجن وحتى الأرانب والحمائم والعصافير الوديعة التي لا حول لها ولا قوة تنتهي في أمعائهم، بعد أن تذوّبَها عصارةُ كروشهم الكبيرة. يغسلون أفواههم وينظفون أسنانَهم لتغدو لامعة، انتظارًا لوليمة أخرى لافتراس مزيدٍ من الحملان والعصافير الوديعة. ثم يخرجون ويتكلَّمون بكلام معسول، أو بكلام فاحش... الأمر سيَّان.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد