-
/ عربي / USD
"خلص، ما عاد في شي" هو عنوان مسرحيةٍ من النوع التراجيدي المضحك المبكي، بكل ما يُوحيه لك العنوان من فقدانِ للأمل، وهذه السوداوية التي تتلبس شخصيات وكلمات المسرحية، يسير فيها الكاتب خبايا النفس الإنسانية التي تظهر على سلوكها، وردود أفعالها تجاه مواقف الحياة.
يحتل القمع خلفية الأحداث، القمع يحذف الإنسان كلياً، يتحول الفرد إلى جرذٍ في وكر، يتنازل عن كل قيمه بهدف النجاة، شخصيات المسرحية ضحايا القمع، يرتكبون العجز، يهربون إلى أوكارهم، تُلاحقهم التهديدات، بأسباب يائسة وكاذبة، يلجأ ما تبقّى فيهم من إنسانية، إلى الجنس، كخلاص، ولكنه يفشل...
ففي هذا السباق، لا مخرج أبداً، أبطال المسرحية يتحولون إلى باحثين يائسين، عن "كيلوت"، يستر عورتهم، بإستثناء متمرد، يرى في الجنس المضاد، انتقاماً من القمع.
نصري الصايغ في مسرحيته هذه يمسك يد القارئ، وبهدوء يأخذه إلى أحداثها التي سيتفاعل معها رويداً رويداً؛ ليصل به في النهاية إلى امتلاء عقله بالكثير من الأسئلة، من خلال سبر صندوقنا الأسود القابع في كّلِّ واحدٍ فينا، فهناك دائماً شيء نُخفيه، نرتاب منه، لا نتحدث عنه إلا عند وقوعنا في مأزق متأزم علّه يكون طوق نجاتنا في فهم سبب ما يحدث لنا، كحال شخصيات هذه المسرحية الأربع الذين يجدون أنفسهم في السجن عراة، ما عدا واحداً منهم يلبس "الكليوت".
هنا تبدأ الأسئلة، لماذا نحن عراة، وهو لا؟ ماذا فعلنا لنُعاقَب يعرينا وكشف عوراتنا، بينما هو "يكافأ بـ"كيلوت" يستر عورته أمامنا؟.
ويتسارع أحداث المسرحية يصبح "الكيلوت" القضية الأساس لكل واحدٍ منهم، يدورون حوله بأسئلتهم علّهم يجدون جواباً يستر عُريهم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد