-
/ عربي / USD
عرف الصديق جورج حدّاد منذ نحو أربعين سنة، حين كان منهمكاً في إدارة "مطبعة الهدف" في منطقة الخندق الغميق في بيروت، وفي إثارة سجالات فكرية حامية آنذاك عن فلسطين والإشتراكية واليمين اللبناني والحركة الوطنية اللبنانية والرأسمالية الكومبرادورية والحزب الشيوعي الذي غادره جورج حّداد قبل نحو عشرات، أي منذ ستينيات القرن العشرين، وجورج حدّاد مناضل في الأساس قبل أن ينصرف إلى الكتابة السياسية والفكرية، وهو مناضل ياري منذ سنة 1952 على الأقل.
هذا الكتاب ليس الأول لجورج حدّاد بالطبع، فقد نشر غيره عدداً من المؤلّفات، منها الأممية والثورة العربية" والمسألة اليهودية والحركة الوطنية العربية" و"مناقشات حول التنظيم الطليعي" وغيره.
وفي جميع كتبه كان يكتب، لا بالقلم الأزرق الهادئ، بل بالمداد الأحمر المشتعل "فهو يكتب بفكره وبأعصابه وبعقله معاً، ولغته متوترة كوتر مشدود إلى قوس جاهز للإنطلاق.
ولا عجب في ذلك؛ فجورج حدّاد معادٍ بقوة لإسرائيل ولكلّ من يهاون الإمبريالية الأميركية والرجعية العربية والرأسمالية العالمية والدكتاتوريات العربية، وللجماعات التي تعاملت مع إسرائيل.
فهذا الكتاب ميدانه لبنان وقضية فلسطين وإسرائيل والتاريخ العربي القديم والوسيط، وعناوينه النضال في سبيل عالم جديد قائم على الحرية والسلم والعدالة الإجتماعية.
وقصارى القول، إن هذا الكتاب سجلٌ راهنٌ لأحداث ما برحت محتدمة بقوة في منطقتنا العربية، ولا سيّما منذ سنة 2005 فصاعداً، وكان جورج حدّاد لها بالمرصاد، محلَّلاً إياها، ومفنّداً خلفياتها، ومفككاً غاياتها، وشارحاً أهدافها، وعارضاً بدائل منها، في مسى نبيل لفهم مجريات الأمور في عالمنا العربي، والإحتراس من السياسات المعادية للشعوب العربية، والإضاءة على الدروس الوضّاءة في تاريخا القديم والحديث، التي طالما أنارت الطريق نحو الحرية وأوقدت نيراناً هادية إلى العدالة وإلى السلام الكوني القائم على معاناة العنصرية والظلم والتمييز، والرافض للنظام الرأسمالي المقيت.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد