إنّ أساس جميع بحوث ‏الأخلاق والعرفان، قائم ‏علی وجود كمال يمكن أن ‏تناله روح الإنسان، ولكنّ ‏ذلك مشروط بأمرين: ‏أحدهما: إدراك الحاجة إلى هذا الكمال، ‏يقتضي نشاط الإنسان نفسه. ‏والآخر: إنّ قطع خطوات ‏في مسيرة النموّ، وتقوية ‏هذه الرغبة وإشباعها، ‏متوقّف علی جهد الإنسان نفسه. ويكفي ‏في شرف وفضيلة وعلوّ ‏منزلة هذه الرغبة، أنّها ‏أساس بعثة الأنبياء (عليهم ‏السلام) جميعًا. إنّ معرفة ‏اللّه سبحانه عن طريق العقل ‏والاستدلال، مثل ‏‏«السماع»، وأمّا معرفته ‏تعالی عن طريق القلب ‏والكشف والشهود الباطني ‏والقلبيّ، فمثل «الرؤية»؛ ومتی كان السماع ‏كالرؤية؟! لكنّ هذا ‏الطريق مزروع بالألغام، ‏التي تهدّد السالك کثيرًا. ‏ومن أبرز معالم العرفان ‏الصحيح الكامل، هي:‏ الشموليّة، ومطابقة ‏الفطرة، وعدم مخالفة ‏الشريعة.‏