تعد القراءات القرآنية من ‏الموضوعات التي شغلت ‏حيزا واسعا عند ‏المشتغلين بالشأن القرآني ‏وبالعلوم العربية، فقد ‏أولى العلماء هذا الموضوع عناية فائقة ‏تحقيقاً، وتدقيقاً، وسنداً، ‏ومضموناً، وكلّ عالج هذه ‏الظاهرة من جهة ما، ‏فنوقشت من حيث أصل ‏ثبوتها، ومن حيث استقراء مصاديقها، ومن ‏حيث أسانيدها ورواتها، و ‏من حيث دلالتها ‏ومضامينها، وكان من ‏بين العلماء الأزهريُّ، ‏تلك الشخصية التي لها في معارف العلوم شأن، وفي ‏مجال اللغة باع طويل؛ إذْ ‏أفرغ جهده وتحصيله، ‏ووظّف معارفه، في ‏دراسة القراءات القرآنية ‏من جهة مضمونها، وقد أفرد لذلك كتاباً، سمّاه ‏‏(معاني القراءات) تناول ‏فيه أغلب القراءات ‏القرآنية، ولا سيما ‏القراءات السبعة منها، ‏مبيناً محتواها الدلالي، محتجّاً لها، مرجّحاً بينها، ‏ممّا حفّز المشتغلين بهذا ‏الشأن أنْ يتناولوا هذا ‏السفر من جوانبه ‏المتعددة، وكان من بين ‏الموضوعات التي بحثت فيه (ترجيح القراءات) إذا ‏أنّ التفاوت في تلك ‏القراءات، جعله يختار ‏من بينها ما يراه أكثر دقّة ‏وملاءمة للغة التي نزل ‏بها القرآن الكريم ..‏