-
/ عربي / USD
يهدف هذا الكتاب إلى صوغ فلسفة بيثقافية عربية. إن الفكر العربي الحديث والمعاصر، في مختلف تياراته، وحتى الأكثر محافظة منها، كان وما زال منخرطًا، منذ القرن التاسع عشر في التفكير البيثقافي، وذلك نتيجة صدمة الحداثة، وإكراهات هذه الصدمة وتبعاتها، وما ترتّب عن هذه التبعات، ولكنّنا، مع ذلك، لا يمكننا أن نتحدث عن فلسفة بيثقافية في السياق العربي، ذلك أن اهتمامات الفكر عندنا، ظلّت من طبيعة إبستيمولوجية أحيانًا، وأيديولوجية أحيانًا أخرى وسكولائية في أغلب الأحيان. ولم يطرح هذا الفكر، غالبًا، سؤال الآخر إلا من خلال منطق مانوي، هو ذلك المنطق الذي يريد أن ينتصر للأصالة ضد الكونية، فيقطع بذلك سُبله إلى الكونية، ويخسر أصالته، لأن لا أصالة من خارج التاريخ، وإلى ذلك المنطق المانوي، ينتمي الفكر التغريبي أيضًا، الذي لم ولن يدرك أن كُل كونية هي نتاجٌ لشروطها التاريخية والاجتماعية، وأن الاكتفاء بترجمةٍ محضٍ للكونية، من شأنه أن يُؤبّد غربتنا عن روحها النقدية من جهة، وعن خصوصيتنا التاريخية من جهة ثانية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد