-
/ عربي / USD
لهذا الكتاب سماتٌ هامة جعلته علامةً فارقةً بين كتب الفكر الفلسفي الحديثة، نذكر منها:
1- ما اتّسم به – بالإضافة إلى حديثه عن بعض القواعد الحكمية الأساسيّة – من بُعد تطبيقيّ لتلك القواعد؛ بمعنى أنّ الكاتب في ثنايا أبحاثه يتناول مسألةً ويفكِّر فيها بنسق فلسفيّ، فيطبِّق القواعد العامّة أثناء تفكيره في المسألة مورد البحث، ولذلك تشعر بصدق أنك في رحلة تركب العقل وتجول العالَم بكل مراتبه.
2- تطرُّقُ الكاتب في بعض المسائل إلى مقارَنة بين آراء بعض حكماء الإسلام كالشيخ الرئيس وصدر المتألهين وآراء فلاسفة غربيّين كعمانويل كانط وهيجل... حيث يظهر جانب من الفلسفة المقارَنة في الكتاب.
3- تلافيه لواحدة من أهم آفات دراسة الفلسفة، الكامنة في تلقّي مسائلها كجُزُر متفرّقة مبعثَرة دون وحدة، حيث مزج الكاتب بين مسائل نظرية المعرفة والوجود ومباحث اللغة والمنطق، مشيرًا إلى تناسق المسائل العلمية في إراءتها حقيقةً واحدةً فاردةً وهي حقيقة الوجود.
4- الكم الهائل من المسائل التي تناولها المؤلِّف بين دفَّتَي هذا الكتاب، واللفتات التاريخيّة والتحقيقيّة التي أشار إليها.
5- الغنى الأدبي الذي تتحلى به شخصية المؤلف، والذي انعكس جليًا في الكتاب، حيث عمد في مواضع كثيرة إلى توظيف أشعار العرفاء والحكماء العظام أمثال جلال الدين الرومي وحافظ وسعدي وخاقاني وسنائي، وكان لافتًا كيفية تلقّيه وشرحه لهذه الأشعار.
أخيرًا، "من المحسوس إلى المعقول" سفرٌ للعقل في مراتب الوجود التي لا حدّ لها ولا عدّ، وتحليقٌ في أركان ما كان، وسبرٌ لأغوار العوالِم بما فيها... هو تطوافٌ للعقل في حضرة الوجود، ومشيٌ من الأعتاب إلى المحراب، وتعالٍ من القاع إلى قاب قوسَين... رحلةٌ يطويها القارئ برفقة المؤلِّف، يتقلَّب خلالها في مراتب العِلْم من الحسي إلى العقلي والمعنويّ، ومراتب العالَم الممتدَّة من الظاهر إلى الباطِن وباطِن الباطن.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد