تُعدّ أحاديث المعصومين ع مصدراً عظيماً للثّقافة الإسلاميّة الغنيّة بعد القرآن الكريم، وبدونها لا تتيسّر المعرفة الكاملة للعلوم الإسلاميّة الرّاقية.

بالإضافة إلى توصيات النّبي الأكرم ص الأكيدة باتّباع نهج أهل البيت ع خصوصاً في حديث الثّقلين، تمّ التّأكيد في رواياتٍ كثيرة على قراءة، رواية، حفظ، استماع، دراية، تبليغ، تعليم وتعلّم أحاديث وسنن المعصومين ع، واعتُبر ذلك إحياءً لمبادئ وفضائل كبيرة كما قال الرّسول ص: 

  "تذاكروا وتلاقوا وتحدّثوا فإنّ الحديث جلاءٌ للقلوب، إنّ القلوب لترين كما يرينُ السّيف جلاءها الحديث." (الكافي، ج1، ص41.)

الإمام الصّادق ع أيضاً جعل ميزان قيمة الأفراد بمقدار فهم ونقل الرّوايات عن النّبي وأهل بيته ع.(راجع:بحار الأنوار،ج2، ص150.)

وفي نفس إطار التّشجيع على  نشر الحديث وحفظه، وصلتنا توصياتٌ كثيرةٌ من المعصومين لحفظ أربعين حديثاً، كما يقولُ رسولُ الله ص:

من حفظَ من أمّتي أربعين حديثاً.. حشرهُ الله يومَ القيامة مع النّبيّين والصّديقين والشّهداء الصّالحين...

ولقد شجّعت أحاديث من هذا النّوع العلماء المسلمين على جمع وشرح وحفظ الأحاديث من بداية عهد الإسلام والإهتمام بهذا الموضوع بشكلٍ خاصّ، ولقد قام العديد من كبار العلماء بتأليف كتبٍ قيّمةٍ تحت عنوان الأربعون حديثاً.

يحتوي هذا الكتاب الّذي بين أيديكم على مجموعةٍ من أحاديث الرّسول ص والأئمّة الأطهار الّتي اختارها  آية الله العظمى السّيد علي الخامنئي دام ظله من الكتب المعتبرة وقام بشرحها بشكلٍ مختصرٍ في بداية درس الخارج.