-
/ عربي / USD
إن البحث عن نظرية في الرواية العربية، وهو إفتراض نظري، لا يستوي إلا بقراءة النصوص الروائية المتتابعة، أي بقراءة الرواية العربية، منذ أن نقض المويلحي المقامة دون أن يدري، إلى النصوص المعاصرة، التي تنوس بين تأمِّل التاريخ والهروب منه.
وأمر كهذا يستدعي قراءة نصيَّة متأنّية، على مبعدة من "النظريات" الجاهزة، التي تحظى بشغف موسمي، أكثر مما تلتقي بإستقبال رصين قلق الأسئلة، وهذا لا يعني بالتأكيد الإنغلاق على النص العربي والإكتفاء به، كما لو كان قد تكوَّن في خصوصية مطلقة، بل يعني فقط التمييز بين الزمن التاريخي الذي أنتج رواية عربية والزمن الآخر، الذي أعطى رواية وهو ينتج مجتمعاً جديداً.
وقراءة كهذه، لا تذيب الأزمنة التاريخية المختلفة، في زمن وهمي وحيد قادرة، وبفضل التمييز الذي تمارسه، على الإستفادة من "نظريات الرواية" المختلفة، إن لم يكن هذا التمييز شرط القراءة الصحيحة وقوامها، سواء تعلق ذلك بــ"نظرية الرواية" أو بالرواية العربية، التي لا نظرية لها.
يستدعي تأمل الشرط التاريخي للرواية العربية، كما الوصول إلى صياغة نظرية مرافقة، البدء من شرط عربي لا تنقصه الهجنة، شرط أعطى رواية، دون أن يعطي العلاقات النظرية المرتبطة بها، والتي تحتضن المجتمع المدني والفردية الطليقة، والإجتهاد المفتوح، والتي تتضمن أيضاً الحقول المعرفية المختلفة، التي شكّلت، تاريخياً وفي الزمن الأوروبي، مهاد نشوء: نظرية الرواية، وفي الحالات جميعاً، تظل أسئلة الرواية العربية هي أسئلة المجتمع، الذي ينتجها ويقمعها في آن، وهو أمر يتجاوز حدود هذا الكتاب، أو يشكِّل هذا الكتاب مدخلاً له لا أكثر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد