-
/ عربي / USD
نتناول في هذه السلسلة (نقد النصوص المؤسسة للإسلام), ونقصد بها (القرآن, والحديث, والسيرة), وآثرنا أن نبدأ بالسيرة النبوية ومؤرخيها الأوائل لأسباب موضوعية ــــ مع أن موضعها هو الأخير من السلسلة.
اكتفى العقل البشري عبر زمن طويل, بان يعرف (ما حدث), وهذا هو التاريخ في أدنى مظاهره. ثم أصبح العقل أكثر تطلعًا, وأراد أن يعرف الذي حدث (كيف حدث). ثم ارتقى العقل الإنساني وأحاط بكثير من مظاهر الوجود وأدرك أن لكل شيء في هذا العالم أسبابًا وعللًا, فأراد أن يعرف ذلك الذي حدث (لماذا حدث).
والسيرة هي المدماك الأول للتاريخ. وفضلًا عن إنها قد جاءت انتقائية لأسباب مختلفة, فإنها قد اكتفت بعرض الروايات للوقائع وفق تسلسل زمني, أو وفق هيكلية معينة, من دون أن تهتم بدوافع الحدث ومحفزاته القريبة, فضلًا عن ربطه بسائر المؤثرات والأسباب, أو الظروف والمناخات التي أنتجته, أو أثرت فيه بصورة أو بأخرى. أما النتائج والآثار فهي غائبة كليًا أو تكاد, عن ذهن المؤرخ, أو الراوي, إلا فيما شذ وندر. وكتب السيرة على وجه الخصوص, قد وقعت في محذوري الإفراط والتفريط, حينما اهتم فريق منهم بالناحية الفضائلية, والمعجزات والكرامات.. بينما اهتم فريق آخر بالمواقف السياسية, والحاكمية, والقرار, والدولة, والحروب. فلم تكن ثمة نظرة شمولية بمستوى شمولية الأسوة والقدوة للنموذج الإسلامي الأول, والأكمل, والأمثل, بل جاءت بين تقديس وتدليس!
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد