-
/ عربي / USD
إنّ الإبداع تجاوزٌ لقهر الذات لأنه إخراجُ ذاتٍ من ذات، والإبداعُ تجاوزٌ لقهر المكان، لأنه ينطوي على بزوغ موضوع جديد بذاته بغيّر من كثافة المكان.
والإبداعُ تجاوزٌ لقهر الزمان لأنه إمتداد عمر يبدأ لحظةً الميلاد الإبداعيّ، هكذا يأخذ الإبداع مكانه في الوجود، ولولا أن الإنسان يشعر بوطأة الحدود القاهرة اللصيقة ما نزع أصلاً إلى الإبداع وما حاول أبداً أن يتجاوزها... إذ لا توجدُ حدودٌ لا يوجدُ دونها عبورٌ، وحيثُ لا توجد حواجزُ لا يوجد تجاوز.
هذا لا يعنى على الإطلاق أن الإبداع يتمّ في كنف القهر، لأن الإنسان لا يستطيع أن يبدع طالما ظل راضخاً لحدود القهر، لكنّه يبدع بالتجاوز، بمعنى أن القهر هو حالة من الوعي تسبق أو تلازم الإبداع، وليسَ أبداً محرّضاً على الإبداع.
وبإعتبار أن كل إبداعٍ دليلٌ على تجاوز حالة القهر، فإنه بنفس القدر يعدُّ دليلاً دامغاً على وجود القهر.
وإذا وسّعنا دائرة الرؤية من حالة الإبداع الفردي إلى حالة الإبداع المجتمعي، وجدنا أن الثقافة العربية في حالتها الراهنة تعيقُ نهضتَها أشكالٌ من القهر، مثل القهر الإضطهاديّ التآمريّ، وسلطة النص، والعلاقة بين العروبة والإسلام.
وأخيراً إجتياح الرقمنة غير الرحيمة، تُرى، كيف تتجاوز الثقافة العربية هذه المعوقات إبداعاً رغم القهر؟...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد