يعد هذا الكتاب عن "أصول علم النفس الفرويدي" خلاصة أمينة لذلك الجهد العلمي العبقري الذي بذله "سيجموند فرويد" طيلة أربعين عاماً أنفقها في البحث والتجربة. وهو كذلك ثمرة فهم واع لنظريات "فرويد" الاساسية. وقد حرص مؤلفه على أن يبلور تفسير "فرويد" للشخصية في رؤية واضحة تبرز ما فيها من تكامل وتجانس، بعد تحديد الخطوات التي تقطعها تكويناً ونمواً.
وميزة هذا الكتاب أنه يخلو من الحماس لآراء "فرويد"، واعتناقها والدعوة اليها، وإنما يقتصر الباحث على عرض هذه الآراء عرضاً موضوعياً نزيهاً من واقع كتابات "فرويد" نفسه. وتجعل له هذه الميزة قيمة كبرى وبخاصة في هذه الأيام التي تعددت فيها نظريات علم النفس، ولم يعد التحليل النفسي على النسق الفرويدي يستقطب وحده الانتباه. أضف الى ذلك أن هذا العرض الموضوعي يزود القارئ العربي بزاد من المعرفة لم يكن ليتهيأ له الا بمطالعة كتب "فرويد".