-
/ عربي / USD
طيلـة قـرون كانـت السببية هـي اللاهـوت الـذي يحكـم العـلـم، والقاطـرة التـي تدفـع عجلـة الغرائـب العلميـة التـي أبهـرت الـعـالـم وصنعـت مـن حيـاة البـشر حيـاة أفضـل وأكثـر رفاهيـة، ومـن ثـم فـقـد دفعـت العـقـل البـشري إلى دوائـر جديـدة مـن البحـث والفضـول، لقـد أصبحـت الآلـة التـي أمـاطـت اللثـام عـن الكثـير مـن الغـمـوض وبالتـالي أجبرتهـا عـلى نظـرة أعمـق نـحـو الطبيعـة والحياة..وبينمـا كان قانـون الصدفـة يقبـع في الخلفيـة الضبابيـة، وينظـر إليـه بعـين الريبـة كحـدث عـارض عـلى طبيعـة فهمنـا لـهـذا العـالـم، أدت النظـرة العميقـة والمتبحرة إلى مزيد من التقدير والاهتمام بقانون الصدفة..
شيئا فشيئا، ومـع المنجـز العلمي المهـول في مجـال الميكانيك الكمومـي بدايـة من القرن العشرين، بدا أن ثمة صراعا يظهر في الأفق بين المبدأين..
فهـل ينبغـي للعلـم أن يعمـم قـانـون السببية باعتبـار أن قانـون الصدفـة هـو حدث عارض للسببية.. أم يجـب أن يعمـم قـانـون الصدفـة باعتبـار أن قانـون السـببية هـو حـدث استثنائي عارض للصدفة..
في كل منجزاتهـا تؤكـد الفيزيـاء الكموميـة أهميـة الطبيعـة الإحصائيـة للعلـم وبالتـالي قـانـون الصدفـة.. بينمـا لا يمكـن للبشريـة أن تنـسى أن الدفعـة الكبيرة في العلم قد بدأت من السببية..
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد