-
/ عربي / USD
"لا أريد للناس أن تصدق أن معرفة كل شيء تعد أمرا جميلا يستحق الاحتفال. اعتراضي يقوم على أساس أن من رأي وعرف كل شيء لا يستحق التمجيد، بل لا يستحق الحياة، حين ترى وتعرف كل شيء لا يبقى في سبيلك سوى الموت. قليل من الجهل يديم النعم ويجعل للدنيا مقصدا ومراما، ويبقى على شيء أو أشياء نصبوا إليها.
من يريد أن يعرف كل أنهار الدنيا! من يريد أن يلمس كل أشجار العالم! من يريد أن يعرف كل الوجوه، وكل العواطف وكل الفواكه، وكل شيء! نعيش من أجل أن نعرف شيئا جديدا، لذة الاكتشاف لا تعوض، ومن رأي وعرف كل شيء فقدها إلى الأبد"
كتاب "لا تعرفوا كل شيء" هو مجموعة من المقالات التي كتبها حسين صالح بشحم قلبه كل يوم ثلاثاء في جريدة "العرب" اللندنية، فيما بين عامي 2015 و2018. مقالات تتنوع محتواها بين الأدب والقضايا المجتمعية والأحوال السياسية، تحمل الكثير من آرائه الجريئة ورؤيته الليبرالية المنفتحة التي تتأمل وتضرب من زوايا ذكية غير متوقعة. مقالات كتبها لتقرأها كما لو أنه يجلس بجانبك، ليحكي لك حكاياته ماكرة السلاسة، فهو الحكواتي الأصيل، الذي يخلط خفة الدم بالحكمة، وهو المثقف الكبير الموسوعي (رغم دعوته المخاتلة)، صاحب الأسلوب العصامي الفريد، الذي كونه من هضمه لكتب التراث العربي وللإنتاج المعرفي العالمي المتنوع، وانتج به تلك المقالات نادرة النفاذ والعذوبة والجمال نصا وروحا.
حسين صالح كان جيولوجيا، وكاتبا، وإعلاميا، ومعد برامج عراقي من مواليد 1951 ببغداد، أتم دراساته الجامعية والدراسات العليا في قسم الجيولوجيا ما بين جامعة بغداد في العراق وجامعة ساوثهامبتون في إنجلترا.
وكما كان قارئا نهما، فقد كان أيضا رساما وخطاطا ماهرا.
اتجه للعمل بالإعلام منذ إقامته في إنجلترا، وأهمه كان ل "بي بي سي" و"الشرق الأوسط" و"الجزيرة" و"العرب" اللندنية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد