-
/ عربي / USD
الجملة الأولي المزلزلة التي افتتح بها دليوس روايته:"كُلفت بالقتل في ساعة الغسق، مساء عيد القديس نيقولاوس".
التاريخ الألماني هو شغل دليوس الشاغل وهمه المقيم، ربما منذ أن بدأ الوعي بما حوله بعد مولده في غمار الحرب العالمية الثانية. كان مولده في روما، حيث كان أبوه، القس البروتستانتي، يعظ الجنود الألمان الذين يحاربون على الجبهة الإيطالية، ونشأ في منطقة هيسن في قلب ألمانيا، وتلقى تعليمه هناك في الفترة التي حاول فيها الألمان أن ينسوا الماضي النازي قليلاً، أن يتركوا الماضي يمضي، وأن يبنوا دولتهم بعد أن حولتها حرب هتلر إلى أنقاض.مقاومة تناسي الماضي أو تجاهله سيصبح أحد الموضوعات المهمة لأدباء اليسار في تلك الفترة، كما سيشغل دليوس في أعماله اللاحقة. نقرأ في "قاتل لمدة عام" مناجاة الشاب الذي يريد أن يقتل قاضيًا نازيًا سابقا، تم تبرئته من تهمة إعدام 200 شخص، نعرف أن الروائي إنما يتحدث عنه نفسه حينما يقول:" لماذا لا أحيا حياة حرة بدون أوساخ التاريخ وشياطينه، لماذا لا أواصل الكتابة بلا إزعاج من أحد، أن أسطر جملا طويلة جميلة، رشيقة وأنيقة، ثم يأتي الوقت، بعد عشرين أو ثلاثين عاما، بعد أن يكون الألمان قد اندثروا، أو على الأقل تخلوا عن فظاظتهم، وبعد أن يكون النازيون قد وأدوا الروح النازية، عندئذ يكتشفونني ويحتفون بي، وعندئذ أجلس مثل إلياس كانيتي في إحدى مقاهي هامستيد هيث، وبنظرة باسمة أقرأ الصحف الألمانية.."
ربما هذا ما خامر دليوس في شبابه. غير أنه اختار طريقًا آخر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد